قالت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية: إن إدارة الرئيس جو بايدن فتحت بابًا جديدًا للتغيير في فنزويلا.
وبحسب مقال لـ«جايسون ماركزاك»، فإن التصريح الأخير بالترخيص الذي يسمح بالتنقيب بشكل محدود عن النفط في فنزويلا، رغم سريان عشرات العقوبات الأمريكية الإضافية، يهدف إلى إظهار أن تخفيف العقوبات ممكن عند اتخاذ خطوات لتخفيف معاناة الشعب الفنزويلي.
مفاوضات سياسية وإنسانية
وأضاف الكاتب: تم اتخاذ هذه الخطوة بالتزامن مع استئناف المفاوضات السياسية والإنسانية في مكسيكو سيتي بين نظام مادورو والمعارضة، والإعلان عن اتفاق مشترك لبرنامج الإغاثة الإنسانية الذي تديره الأمم المتحدة.
ومضى يقول: تأتي هذه الإجراءات في أعقاب سلسلة من القرارات التي اتخذها مادورو في الأسابيع الأخيرة لإظهار أنه لم يعد منبوذًا دوليًا، ومن أبرز هذه الخطوات المصافحات والدردشات مع القادة في مؤتمر المناخ واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع كولومبيا.
ولفت إلى أن وصول مجموعة من ذوي الميول اليسارية للرئاسة في جميع أنحاء المنطقة؛ منح مادورو المزيد من الحلفاء أكثر من أي وقت مضى في السنوات الأخيرة.
فرصة لنهج جديد
ويقول الكاتب جايسون ماركزاك: في هذا السياق الجديد، فقدت روح مجموعة ليما المكونة من 12 دولة (تستهدف إيجاد حل سلمي للأزمة الفنزويلية)، أهميتها مما خلق حاجة إلى نموذج جديد.
وأكمل: بات لدى الولايات المتحدة الآن فرصة لتحديث وإعادة التفكير في النهج الإقليمي لفنزويلا، ولكن الحقيقة أن التغيير الفوري والعميق غير محتمل على المدى القصير، بدلاً من ذلك، فإن العمل الجماعي على اتفاقيات عملية سيخلق زخمًا لتحول أكبر في فنزويلا.
إمكانية التغيير
وأردف: تهدف المعارضة إلى تهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024، لحماية حقوق الإنسان، وتأمين الإفراج عن مئات السجناء السياسيين.
ومضى يقول: في الوقت نفسه، تسعى حكومة مادورو إلى مزيد من الشرعية الدولية وتخفيف العقوبات الأمريكية على بعض القطاعات، ولا سيما تلك التي تستهدف صناعة النفط.
واستطرد: إلى جانب السياسة، تتمتع هذه المفاوضات بإمكانية حقيقية للغاية لتغيير حياة الملايين من خلال تلبية الاحتياجات الإنسانية مثل الرعاية الصحية والأمن الغذائي والتعليم والمياه النظيفة والصرف الصحي.
فترة نادرة
وقال جايسون ماركزاك، إنه بعد الخسائر الفادحة للديمقراطيين في فلوريدا وانتخاب كونجرس منقسم؛ تعد الأسابيع المتبقية للكونجرس المنتهية ولايته فترة نادرة تشهد انخفاض الضغوط السياسية المحلية.
وأوضح أن هذه فرصة لإظهار تقدم مثمر، ويجب على الولايات المتحدة أن تستمر في إظهار القيادة على المستوى الإقليمي ودعم عملية التفاوض، وكذلك المساعدة في تعزيز استراتيجية إقليمية متغيرة للأزمتين التوأمين في فنزويلا.
وأضاف: لقد حان الوقت الآن للمضي قدمًا في نهج بناء يتعلق بالمصالح الأمريكية ويحقق نتائج حقيقية وملموسة للفنزويليين، بما في ذلك عائلات وأصدقاء الفنزويليين الأمريكيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ظروف محسنة
يواصل الكاتب قائلا: جرى تحقيق ذلك، فإن الظروف المحسنة في فنزويلا ستخفف من ضغوط الهجرة، وخلق فرص للأعمال والتجارة.
وأردف: كانت فنزويلا في يوم من الأيام أغنى دولة في أمريكا اللاتينية ولديها علاقات تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة وأوروبا، اليوم، الولايات المتحدة لديها شركة خاصة واحدة فقط متبقية في البلاد، في حين أن القوى العالمية الأخرى مثل الصين وروسيا قد ملأت الفجوة.
وأكد أنه يمكن أن يساعد المزيد من المشاركة ولا سيما في الأعمال التجارية، في تعزيز المعايير الديمقراطية في فنزويلا، وضمان ألا تزيد الإيرادات الإضافية من ثراء وترسيخ نظام مادورو.