عبر الفائزون بجائزة الأمير عبد الله الفيصل للشعر العربي في موسمها الرابع، عن شكرهم وسعادتهم لما تحمله الجائزة من خصوصية تمنحها الفرادة والبهاء بين مختلف الجوائز ودعمها للقطاعات الثقافية، ودورها في نمو الوعي والمعرفة وإحيائها للفكر والإنتاج المتميز الإبداعي بمختلف الأنشطة الثقافية في المملكة.
وعقب تتويجهم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي، التقت "اليوم" مع الفائزين لرصد آرائهم حول الجائزة.
الرقي بالأدب والشعر
بداية تحدث الفائز بجائزة التجربة الشعرية الشاعر محمد بن عبد الله العلي قائلًا "هذه الجائزة هي تقدير معنوي كبير يعتز به كل مفكر وأديب في وطننا الغالي.
وأضاف: "الجائزة تعني التقدير والاحترام لمنتج أو لنقل مسيرة إنتاج، تهدف إلى الرقي بالأدب والشعر والعطاء ككل في المملكة، والإنتاج الأدبي والفكري الحداثي يهدف إلى التغير الذي نحن نعلم أنه الهدف الأساسي الذي نادى به المفكرون على مر العصور والأدب".
وذكر: "الشعر هو نشاط إنساني فني يشارك في خدمة المجتمع مثله مثل كل الأنشطة الأخرى التي يقدمها العالم والمفكر والمبدع، الجائزة إذًا في هذا التوقيت تعني التقدير والتكريم لي شخصيًا وكذلك للإنتاج الفني والأدبي والإبداعي الحداثي الذي يقدمه مفكرينا وأدباءنا المشاركين في هذا البناء".
وأكد "التقدير جاء ليتوج هذا الإنتاج لتيار كامل أدبي وفكري التزم بالعمل الوطني لعقود، يجني الجيل الجديد الآن الكثير من ثمارها".
ووجه شكره للجنة القائمة على هذه الجائزة ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على هذه التكريم، وأضاف: "اختياري لهذه الجائزة لهذا العام، هي حقًا تقدير كبير لي شخصيًا كما أنها تقدير للتيار والمشروع الحداثي الذي يعمل من أجل الوطن".
تتويج شعري كبير
فما تحدث الشاعر محمد الأمين جوب من جمهورية السنغال الفائز بجائزة الديوان عن ديوانه "كأغنية لن تكتمل"، قائلًا "من الطبيعي جدًا أن كل الشعراء في العالم يسعدون أيما سعادة عندما يعرفون بفوزهم بجائزة كبيرة بحجم جائزة الأمير عبد الله فيصل العالمية للشعر العربي التي تحمل اسم أحد أهم وأكبر الشعراء في الوطن العربي".
وتابع: "إضافة إلى كونها تحظى برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي لم يدخر أي جهد في خدمة الثقافة العربية، في مشرق الأرض ومغربها شعرًا ونثرًا رؤية وفكرة".
ويتابع: "فمثل هذا التتويج لمجموعتي الشعرية "كأغنية لن تكتمل" بمثابة حث وتحفيز لي لأطير نحو سماوات إبداعية شعريّة أكثر رحابة وعمقًا، فالأمر بقدر ما هو تشريف وبشارة للشاعر لكنه تكليف كبير له في نفي نفس الوقت، إذا كان مدركًا للمسؤولية العظمى المنوطة عليه.
وأضاف: "وفي هذا المقام أشكر جامعة محمد بن زايد للدراسات والعلوم الإنسانية على ثقتهم وتحفيزهم إياي لنيل شرف الفوز بهذه الجائزة العالمية وعلى رأسها سعادة الدكتور خليفة الظاهري، كما أشكر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" وعلى رأسها المدير العام سالم بن محمد المالك الشاعر الكبير على احتضانها للمواهب الشابة ودعمها الكامل لكل المبدعين، كما أشكر كُل الأساتذة الكرام القائمين على أمر الجائزة الذين رأوا في عملي الشعري ما يستحق التنويه والإشادة، وأشكر والدي وأسرتي الذين تحملوا اغترابي عنهم سنوات عديدة".
حلم لكل شاعر
وتحدث الفائز بجائزة الشعر المسرحي الشاعر محمد إسماعيل عبد الله سويلم من جمهورية مصر والفائز بمسرحيته (أعمى يلعب الشطرنج)، وذكر أنه "لا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الجوائز في حياتنا الأدبية، لأنها، في رأيي، تمنح الشاعر المساحةَ، والوقت، ليستطيع أن يواصل رحلته الكتابية، وتفتح له نوافذ، تمدُّهُ بالأكسجين، والورد.
وذكر، "ولجائزة الأمير عبد الله الفيصل، خصوصيتها التي تمنحها الفرادة والبهاء بين مختلف الجوائز، فهي تحملُ اسم سمو الأمير عبد الله الفيصل، ويشرف عليها ويرعاها سمو الأمير خالد الفيصل، وهي من بلدٍ له مكانة كبيرة في قلوب المسلمين في مختلف بقاع الأرض، لذلك صارت الجائزة خلال مواسمها حلمًا لكل شاعرٍ.
وأشار: "ولحظة فوزي بالجائزة، كانت من اللحظات التي تحفر في الذاكرة، ما زال صوت سمو الأمير خالد الفيصل، وهو يذكر اسمي، يتردد في ذهني، كلما احتجتُ للكثير من الفرح عدتُ بخيالي لتلك اللحظة. ذلك الخبر الذي جاء في لحظةٍ كنت أسألُ فيها نفسي عن جدوى الكتابة والشعر، وأظنه كان إجابة عظيمة لهذا السؤال.
جائزة مرموقة عربية
وتحدث مدير بيت الشعر بالشارقة الشاعر محمد عبد الله البريكي حيث حصل "بيت الشعر" بالشارقة من دولة الإمارات العربية المتحدة على جائزة أفضل مشروع في خدمة الشعر العربي.
وقال: هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، فالشارقة كرمت الثقافة والفنون الإنسانية والإبداعية، وهي بقيادة صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تؤدي دورًا ملموسًا في دعم مسيرة الشعر العربي، فضلًا عما يقوم به بيت الشعر من إقامة الأمسيات الشعرية وفتح منافذ للمبدعين من كل مكان، خصوصاً مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي يقام في شهر يناير من كل عام، حيث أتاحت الشارقة المنابر الشعرية للمبدعين، وكرمتهم على إنجازاتهم الإبداعية.
وأشار إلى أن الفوز بالجائزة يؤكد المسيرة الحضارية لإمارة الشارقة في دعوة الشعراء والتفاعل مع اتجاهاتهم الشعرية ومن ثم تقديمهم بصورة مشرفة وفتح منافذ لنشر أعمالهم الشعرية وهو ما يبرز حجم هذا الدور الذي نقوم به أيضًا في بيت الشعر.
وقال: وقد توج كل هذا بالفوز بجائزة مرموقة عربية عالمية في المملكة العربية السعودية وتحمل اسم علمٍ من أعلام الشعر السعودي والعربي وهو الأمير الراحل عبد الله الفيصل، فهي جائزة أدبية منشؤها سعودي ووجهتها عربية عالمية، وهي من جانب آخر تكتسب أهميتها من عمق العلاقات الأخوية والإبداعية بين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة ومستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي وصاحب السمو حاكم الشارقة.
