تشرَّفت بتواجدي في يوم التكريم الذي عُقد بأحد فنادق الخبر لعدد من شركات المقاولين الذين يعملون لدى إحدى الشركات الكبرى في البلد؛ للمشاركة بعرض عن السلامة المرورية وأخلاقياتها، وكانت فرصة لأن أستمع وأستمتع بفقرات ذلك اليوم الذي اشتمل على العديد من الفقرات المنوعة، منها الصحية والتقنية، وكذلك السعودة كان لها مكان بين فقرات ذلك اليوم؛ لأهمية توطين الوظائف في دعم الرافد الاقتصادي لدى تلك الشركات.
وفي نهاية الاحتفال، تم تكريم الشركات ممن حققوا النقاط الأعلى حسب معايير الجائزة العشرة (شغل احترافي) في اختيار الشركة الأفضل حسب تلك المعايير.
شدَّني الاهتمام الشامل بحياة موظفي شركات المقاولين، واتضح ذلك من خلال المعايير، التي منها السلوك المروري، وكذلك معيار آخر عن السلامة العامة، فوجود عدم استخدام أدوات السلامة PPE من عدمه كمعيار وفوز الشركات مؤشر على وعي المقاولين من جانب، وصرامة الشركة في تطبيق الأنظمة ومتابعة الشركات من جانب آخر؛ لأنه في عدم التقيّد بالأنظمة والقوانين قد يتسبب في إصابة الموظفين، وهذه رسالة لكل شركة تستعين بشركات المقاولين، بغض النظر عن حجم الشركة، وعدد موظفيها، ونوعية المشاريع، على أن أرواح الموظفين وسلامتهم خط أحمر، ولا فرق بين موظف الشركة الأم أيًّا كانت، وموظفي شركات المقاولين.
أقتبس بتصرّف ما قاله راعي الحفل نقلًا عن رئيس تلك الشركة التي يعمل لديها كل الشركات المتواجدة في احتفال ذلك اليوم، بأن «حياة وسلامة الموظفين لدى الشركات المساندة لا تقل أهمية عن حياة وسلامة موظفينا بالشركة»، ويبقى لهذه الجوائز دور لدى موظفي شركات المقاولين على أهمية السلامة، فقد كانت النتائج إيجابية عند موظفي تلك الشركات المساندة (SMP)، حيث ذكر مدير الإدارة المنظمة للملتقى أن سجل الشركات لهذا العام ٢٠٢٢ خالٍ من المخالفات المرورية، وهذا الخبر كان الشرارة التي انطلق منها هذا المقال!
فقد استوقفني إنجاز المقاولين في سجل المخالفات المرورية (الصفري)، وكيفية تعامل الشركة الأم في خلق الحوافز والجوائز والمعايير قبل العقاب، بمعنى وحود العصا والجزرة، وعليه الأمر ليس مستحيلًا أن نتخلص من المخالفين أو أن يتقلص عددهم على شوارعنا.
ومن هنا أطرح مقترحًا لإدارات المرور؛ للعمل على خلق معايير وحوافز للمخالفين، نريد شوارع جميلة تعكس جمال رؤية ٢٠٣٠، ورسالة أخرى لكل شاب أسرف على نفسه وعلى ميزانية الأسرة في ارتكاب المخالفات المرورية، (كفاية) مخالفات، اليوم يُهدَر المال، وغدًا «لا سمح الله» تُهدَر الدماء.
Saleh_hunaitem@