تتعدد الفصول وتتغيّر المواسم، ويثبت الإنسان قدرته على التأقلم بين حرّها وبردها واعتدال مواسمها، الإنسان مخلوق عجيب له قدرات لا حصر لها، في كل اتجاه تجد نماذج تعجزك، تجعلك تفكر لتقول متعجبًا: يا لهذا المخلوق الفريد!!
فمثلًا يتكيّف الإنسان مع الجوع، فتجده يعوّد نفسه على البقاء بالرغم من لُقيمات قليلة لا تسد جوعه، تراه يتأقلم مع الجهد يقاومه ويشحذ هِمَمه، إلى أن يتغلب عليه، ويجعله مطواعًا له، فترى ما أثقله بالأمس أصبح عليه سهلًا يسيرًا اليوم.
تجده ينبّه حواسه لحفظ بيت من الشعر جاهدًا لتتفاجأ بأنه حفظ ديوانًا كاملًا.
يصارع الماء متتبعًا إرشادات مدرّبه، ورغم خوفه من الغرق يجابهه، ويتمكّن منه، ويُحسن العوم.
أمثلة كثيرة في الحياة نراها كل يوم، تثبت تلك القوى الهائلة التي يملكها الإنسان، والتي تحركها رغبته، وأحيانًا قد ينشطها موقف طارئ يستفزه؛ لتظهر جلية تُبهره وتفاجئ مَن حوله.
يثبت ذلك الكثير من المقاطع المسجلة، فبمجرد أن تكتب «مقاطع لقدرات الإنسان» سيظهر لك ما لم تكن تتصوره أو حتى تتخيّله عن قوة الإنسان الجسدية والعقلية والروحية، وأكثر ما يلفت نظري قدرته على البقاء حيًّا في ظروف قاهرة، لولا تلك القدرة لأمسي من الأموات.
وبينما أنا أكتب مقالي، قفزت إلى ذهني حكاية تترجم قدرة من قدرات الإنسان الكامنة التي يمكن أن تتنفس عندما يشاء، وقد حدثت في سنة من سنوات دراستي في المرحلة الثانوية، وفيها كانت إحدى زميلاتي تحصل على ترتيب «الأولى» في الفصل، وذات يوم، قالت إحدى معلماتي لزميلة أخرى، وسأسميها قدرة: «أتوقع أنك ستكونين الأولى هذا العام»، تهكّمت الأخرى من قدرة بثقة بعد خروج المعلمة قائلة: «كانت تلك مزحة جيدة»، ابتسمت قدرة، ولم تُجِب، لتكون نتيجتها في نهاية العام إجابتها، فقد حصلت على المركز الأول، ليس على الفصل فقط، بل على المدرسة، رفيقتي أثبتت لنا جميعًا أنها عندما أرادت حققت ما كنا نظنه مستحيلًا، وهي أثبتت لذاتها أنه مع الإرادة لا شيء مستحيل.
* حِكمة
قد يضعك موقف مؤلم على أولى خطوات الطريق الصحيح.
@ALAmoudiSheika