@alhinai333
حضرت فعالية منذ فترة لمجموعة من الجمعيات التطوعية، وكان أحد الضيوف يتحدث عن تجربته، كان يستخدم مفردات كـ (إعاقة، وذوي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة). تساءلت في نفسي: أين نحن من هؤلاء الأبطال صغارا كانوا أم كبارا؟ أين عزيمتنا ونحن قد رزقنا الله من النعم ما قد حرم منها البعض؟ فهل هي فعلا حاجة أم إعاقة؟
تقول ساندي فوسيل «إن الحياة تعتمد على التوازن. وبما أن لدي ساقا واحدة فقط، فأنا أفهم ذلك جيدا»، أيا كانت إعاقتك فإنك تحتاج إلى التوازن، وذلك من خلال القبول بما أعطاك الله وتعويضه وخلق التوازن بشي آخر والتركيز عليه.
إن أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقات أو أصحاب الهمم (أيا كان نوع الحاجة) يجب أن يخلقوا عالما خاصا من السعادة، وأن يؤمنوا بأشياء لا يمكن للآخرين رؤيتها بعد، فالأشخاص من ذوي الإعاقة لم يولدوا بين أم وأب متميزين، بل هم من يضيفون التميز والإبداع لكل من حولهم بروحهم الراقية النقية وبالدروس التي نتعلمها منهم.
وكما يقول فرانسيس «ابدأ بعمل اللازم والمهم، ثم افعل ما هو ممكن وفجأة ستجد نفسك تفعل المستحيل».
وتذكر.. لا تكن معاقا روحيا، حتى وإن كنت معاقا جسديا أو عقليا، فالذكاء هو في تقبل التغيير مهما كان، والذكي هو من ركز على كل ما يستطيع أن يقوم به وتجاهل.
لا يجب أن نربط الإعاقة الجسمية أو العقلية أو حتى إعاقة الظروف والإمكانيات بالإرادة والعزيمة، فقد يكون ذوو الإعاقة لديهم البصيرة الحادة لمعرفة قدراتهم الحقيقية ومهاراتهم الخاصة، وخصوصا إذا توفر لهم من يؤمن بهم ويغمرهم بالحب، الأمر الذي قد يكون من الصعب تطبيقه مع بعض الأشخاص الطبيعيين. وقد يكون ما يمتلكونه من مهارة أقوى بكثير من ما فقدوه من إعاقة. فليس مهما إن كنت معاقا أو سليما، المهم أنك تستطيع عمل شيء واحد على الأقل وبشكل جيد. ويوما ما قد تبدع فيه. فأنت لا تحصل على ما تريد، أنت تحصل على ما أنت عليه، وعلى ما تريد أن تكون.
تقول هيلين كيلر وهي إحدى شخصيات العزيمة والإرادة «إن أفضل وأجمل الأشياء في العالم لا يمكن رؤيتها أو حتى لمسها. بل يجب الشعور بها بالقلب». كان الدافع وراء نجاحاتها وإبداعها هو اهتمام والديها وإصرارهم، وبراعة معلمتها ومهارتها في التعامل مع طفل فقد سمعه وبصره ونطقه وانعزل في عالم وحيد ومظلم.
ساعد نفسك أو طفلك أو من تحب. ركز على الأشياء التي لا تمنعك إعاقتك من عملها بشكل جيد، ولا تندم على الأشياء التي قد تؤثر فيها إعاقتك.
وتذكر جيدا... لا تجعل روحك معاقة. فكثيرون هم من كانوا صحيحي الجسم والعقل ولكن معاقي الإرادة والعزيمة.
رزقنا الله وإياكم عزيمة وإصرار أصحاب الهمم.