من سمات عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "أعزَّه الله"، عهد الحزم، والشفافية والوضوح، ولا مجال للفساد، والأعمال خارج دائرة المساءلة والرقابة، ولهذا جاءت ميزانية الخير للعام 2023م متناغمة مع هذا التوجّه، ونالت الإعجاب والتقدير، والثناء من القيادة، وجميع المواطنين والمواطنات.
فمرحلة العبث الاقتصادي، ونهب المال العام أصبحت من الماضي، وعاد النمو الاقتصادي لبلادنا ونجحت الدولة السعودية "أعزها الله"، في تجاوز أزمة انخفاض أسعار النفط، وترشيد الإنفاق، وعاد الاقتصاد الوطني لنموه، وحيويته وتطوره، في ظل الرؤية السعودية 2030م، والتي صاغها، ويقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "يحفظه الله"، بكل اقتدار.
على ضوء ذلك نظمت وزارة المالية، يومي الأحد، والإثنين 11 و12 ديسمبر 2022م، ملتقى الميزانية للعام 2023م، في مركز (الملك عبدالله "يرحمه الله" للدراسات، والبحوث البترولية) في الرياض، وسعدنا بحضور الملتقى بدعوة كريمة من وزارة المالية، وشارك في الملتقى 30 متحدثًا بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء، والمعالي الوزراء، ورجال الأعمال، والإعلام والصحافة.
وتضمن الملتقى 11 جلسة، وفي اليوم الأول ست جلسات، وهي الاستدامة المالية، ومحركات النمو الاقتصادي، والطاقة المستدامة، ودور البُنى التحتية في دعم التنمية، وتمكين الاستثمار في النمو الاقتصادي، و"تعزيز التقنية في الاقتصاد الرقمي، واليوم الثاني عقد خمس جلسات، وهي الصناعة الوطنية، وتسهيل الأعمال، والسياحة والثقافة، وتمكين المرأة.
فميزانية الخير للعام 2023م تحمل في طياتها الخير الكثير، فهي واحدة من أضخم الميزانيات للدولة السعودية "أعزها الله" بإيرادات بلغت 1.123 تريليون ريال، ونفقات بلغت 1.114 تريليون ريال، وسجلت فائضًا بمبلغ 9 مليارات ريال، وتعتبر ميزانية ذات معايير مهنية، وعلمية حديثة ومؤشرات، وبيانات ذات شفافية، ووضوح وإفصاح مالي، وحوكمة جيدة.
والمؤمل أن تستمر هذه الإصدارات لميزانية المملكة للسنوات المقبلة، لتحسين الأداء، والشفافية ورفع كفاءة الإنفاق الحكومي، وإيجاد المزيد من الإيرادات غير النفطية عبر القطاع الخاص والخصخصة، وجذب الاستثمارات، ودعم التصنيع والزراعة، ودعم ثقافة الاستهلاك وترشيده قبل أن نُصدم بمتطلبات المستقبل بزيادة عدد السكان، والبطالة والتضخم، وارتفاع الأسعار.
فكلنا أمل وثقة بأن النهج الاقتصادي الجديد بتوجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين "يحفظهم الله"، سيأتي بنتائج إيجابية للاهتمام بالمواطن، والاستماع لشكواه، وعمل حلول عاجلة للبطالة، وتوطين الوظائف، وتخفيض التضخم، وحل مشكلة الإسكان، والخدمات الصحية، وترشيد استهلاك الماء، والكهرباء والطاقة.
كما أن متابعة كوادر وزارة المالية الذين منحتهم القيادة الحكيمة، والرشيدة "أعزها الله" إمكانية العمل بشكل علمي، وشفاف لدرجة تجعلنا نثق بهذه النخبة الفذة من شبابنا، وعلى رأسهم معالي وزير المالية، فهناك نمو واضح للإيرادات، وتحسّن كبير في كفاءة الإنفاق، والميزانية تضمنت مؤشرات إيجابية لجميع القطاعات العامة والخاصة.
فالنتائج المتحققة تؤكد أن الميزانية تسير في المسار الصحيح، وتتسم بالتوازن، وتتبع منهجًا اقتصاديًّا، وسياسيًّا جديدًا، وسجلت فوائض مالية كبيرة نتيجة تحسّن الإيرادات غير النفطية، ودعم القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات، فالنتائج المتحققة، والجيدة تؤكد نموًا اقتصاديًّا كبيرًا، ونتمنى أن تتضمن الميزانية حلولًا عاجلة لهموم المواطن، خاصة تخفيض نسبة الضريبة.
ونأمل أيضًا العناية بقطاع المواصلات، وتنفيذ مشاريع النقل العام من طرق وقطارات، وإيجاد حلول للازدحام المروري، ودعم المنتجات الصناعية والمزارعين، وتفعيل دور رعاية الشباب، وتنشيط فعالياتها، فالتحوّل الاقتصادي له إيجابيات كثيرة سيلمسها المواطن السعودي خلال الأعوام القادمة، فالميزانية تأتي بهذا الحجم رغم تدني، وركود الاقتصاد العالمي، وتراجع أسعار النفط.
[email protected]