يعتبر فريق العمل العنصر الرئيسي في نجاح أو فشل أي منظمة، لذا يولي القائد الناجح اهتماماً خاصاً ورعاية كبيرة لأفراد فريقه حتى يظفر بفريق عمل مثالي يعمل معه في حالة من الانسجام والتفاهم بهدف تحقيق مستهدفات المنظمة. ويكمن السر في الوصول إلى هذه المرحلة المثالية والتي يسعى لها القادة في جودة علاقات القائد بأفراد فريق العمل، وأن يكون بمثابة القائد القدوة.
وتبدأ مهمة رعاية القائد لفريق العمل منذ الخطوات الأولى لتشكيله أو ما يسمى بصناعة فريق العمل، وهي أحد أهم المهارات التي يتحلى بها القادة الناجحون، وتتضمن هذه العملية خمس مراحل أساسية، وهي مرحلة التكوين والتي يتم فيها اختيار الأعضاء ووضع القواعد الرئيسية للتعامل، تليها مرحلة التصارع، وهي تكون في بدايات العمل، ويحاول فيها كل عضو إظهار قدراته وإمكانياته، ثم مرحلة التوافق بين أعضاء الفريق وتظهر فيها سمات روح الفريق الواحد، وعادة ما يسعى القادة للوصول لهذه المرحلة سريعاً، وأخيراً مرحلتا الأداء ثم الإنجاز والتقييم.
تعتبر هذه المراحل الخمس دورة حياة أي فريق عمل، وتتأثر إنتاجية الفريق بمدى التقدم في هذه المراحل خاصة في المراحل الأولى، لذا يتوجب على القائد الناجح أن يُلم بذلك ويتعلم الطرق المثلى لإدارة عملية صناعة فريق العمل.
أحد أهم المهتمين بهذا المجال هو الكاتب الأمريكي جون غوردون، حيث إن له العديد من المؤلفات في مجال الإدارة والقيادة، وقد تحدث عن أسرار صناعة فريق عمل مثالي في كتابه الشهير الحساء (Soup)، وقدم في هذا المُؤلف رؤيته الخاصة في قالب بسيط وخطوات متعددة وكأنه يُعد طبقاً من الحساء الشهي سهل الهضم حتى يتمكن القارئ من استيعاب الفكرة ومن ثم القدرة على تطبيقها.
يبدأ غوردون وصفته لصناعة فريق العمل المثالي بتشبيه عملية اختيار ودمج الأعضاء في الفريق بعملية خلط مكونات طبق الحساء، حيث لابد للقائد أن يقوم بذلك بكل حب ومودة وكذلك يتأكد من أن حالة الحب والتناغم موجودة بين أعضاء الفريق ذاته خاصة وأن المراحل الأولى للتشكيل تصاحبها بعض الصراعات. ومن العوامل التي تحدث عنها الكاتب أيضاً في هذه الوصفة هي وجود الرؤية المستقبلية التي لابد أن يفهمها ويتبناها الجميع ويعملون نحو تحقيقها بكل تفاؤل وشغف، ولابد للقائد من مد جسور التواصل مع الجميع بمستوى عال من الشفافية والوضوح وأن تكون العلاقة مبينة على الثقة المتبادلة بين الجميع.
وفي سياق هذه الخلطة السرية أكد المؤلف على تعدد الأدوار التي يجب أن يتبناها القائد بناء على المعطيات والظروف المتغيرة في عمر عمل الفريق، فتارة نجده مرشداً وتارة أخرى نجده موجهاً، ولابد أن يؤدي كل هذه الأدوار وغيرها بكل شغف وطموح نحو تحقيق المستهدفات، ويتأكد من توفر ذلك لدى أعضاء الفريق.
يختم المؤلف هذه الخلطة السرية في صناعة فريق العمل المثالي بالتأكيد على ضرورة وجود حالة وحدة بناء الفريق طوال عمل الفريق وأنها السبب الرئيسي لتجاوز كل العقبات والوصول إلى المرحلة النهائية لعمر الفريق وهي مرحلة الإنجاز وتحقيق المستهدفات والتي لابد أن يختمها بالشكر والتقدير للجميع.
البريد الالكتروني:
[email protected]