لا يزال نظام إيران ماضياً في منهجيته الإرهابية التي يبتغي من خلالها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ضمن مساعيه لتحقيق أجنداته التخريبية والمشبوهة، وذلك عن طريق أذرعه التي تتمركز في دول عربية وتتلقى الدعم من طهران بغية خلق الفوضى وارتكاب المزيد من الجرائم التي يذهب ضحيتها الأبرياء، وتتدهور على ضوئها الأوضاع الإنسانية في تلك الدول، وتمتد آفاق تهديدها للاقتصاد العالمي.. ولكن هذا المشهد يتم اليوم وسط حالة مضطربة في المشهد الداخلي الإيراني والتي يستمر الشعب الإيراني في قيادته منذ أشهر، والتي لم تزد ممارسات النظام القمعية والإعدامات الغاشمة إلا تحفيزه للاستدامة لحين يبلغ الخلاص من هذه العصابة التي تسيطر على بلاده وخيراتها منذ أكثر من أربعة عقود.
شعب إيران هو الضحية الأولى لكل ممارسات نظام بلاده، فهو يعاني تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية نتيجة أن خيرات أرضه وميزانياتها يتم توظيفها في سبيل خدمة أهداف سياسة النظام، ويظل الشعب خارج الحسبان، ولكن الحاصل اليوم في المظاهرات الإيرانية يرسم ملامح مشهد وإن تكرر في أطره لكن تفاصيله تبدو أكثر حسما لشعب ضاق ذرعا من القهر والظلم والقمعية التي يمارسها نظام الملالي منذ ما يزيد على أربعة عقود.
الاحتجاجات الشعبية الحاصلة اليوم في إيران هي الثانية خلال ثلاث سنوات، وتأتي ضد نظام الملالي الذي يستمر في جرائمه وتجاوزاته وسط صمت ومواقف سلبية من المجتمع الدولي والكيانات التي يفترض أنها تحترم حقوق الشعوب بالحرية والعيش بكرامة.. فماذا ينتظر المجتمع الدولي وهو يرقب شعباً بريئاً يواجه أسوأ أدوات البطش.. فأقل ما يمكن أن يتم في الوقت الراهن من تلك الدول هو أن تقوم بواجبها تجاه الشعب الإيراني لدعم حقه الشرعي في العيش بكرامة وأمن وسلام.
بنظرة فاحصة لما يرصده العالم اليوم في المشهد الإيراني من رفض الشعب لممارسات النظام العمقية والاغتيالات والإعدامات المتوالية لمن يدافعون عن أنفسهم ويطالبون بحقوقهم المشروعة بصورة سلمية من نظام طهران الذي أضاع خيرات بلاده في صنع الأسلحة والصواريخ والقدرات النووية وتأسيس الميليشيات بغية زعزعة استقرار المنطقة والعالم، هو بذلك يدافع عن حقه بالعيش بأمن وطمأنينة وبالقيم الإنسانية التي استبدلها نظام الملالي بالحقد والكراهية والقتل.. نستدرك أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من التريث أو التأخير لقرار حازم من لدن المجتمع الدولي لوقف هذا التهديد الذي لا يطال شعب إيران فحسب، بل تمتد آفاقه لتهدد أمن واستقرار العالم.