أمطرت روسيا شبكة الكهرباء الأوكرانية بوابل من الصواريخ، اليوم الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل، فضلا عن إلحاق أضرار بـ9 منشآت للطاقة، وإجبار سلطات كييف على قطع طارئ للتيار الكهربائي في أنحاء البلاد وسط برد قارس.
ولاذ كثيرون بالملاجئ، خلال ساعة الذروة الصباحية؛ للاحتماء من أحدث هجوم واسع، تشنه روسيا على البنية التحتية الحيوية منذ أكتوبر، والذي وصفه مسؤول في كييف بأنه أحد أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الغزو في فبراير.
وتحدث عمدة مدينة خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا عن أضرار "هائلة"، تهدد بحرمان كثيرين من التدفئة وسط أجواء شديدة البرودة، بينما ذكر حاكم منطقة دنيبروبتروفسك في وسط البلاد أن "أضرارا جسيمة" وقعت.
أوكرانيا أسقطت 60 من أصل 76 صاروخًا
وقال فاليري زالوجني القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، إن بلاده أسقطت 60 من أصل 76 صاروخًا، أطلقتها روسيا على البنية التحتية.
فيما قال يوري إهنات المتحدث باسم سلاح الجو، إن موسكو حاولت عمدا تشتيت الدفاعات الجوية بتسيير طائرات حربية قرب أوكرانيا.
وذكرت ليديا فاسيلييفا (53 عاما) وهي تتجه إلى أحد الملاجئ في محطة للسكك الحديدية في كييف، "يرغبون في تدميرنا وأن يجعلونا عبيدا. لكننا لن نستسلم وسنتحمل".
وأضافت: "أريد أن تنتهي الحرب قريبا. لكني مستعدة للانتظار طالما كان ذلك ضروريا".
وتقول السلطات إن شخصين قتلا في مدينة كريفي ريه بوسط البلاد، فيما قُتل ثالث جراء حريق بمنطقة خيرسون في الجنوب بعدما أصيب مبنى سكني بقصف قبل الغارة الصاروخية.
وقال مسؤول بارز، إن الهجوم في كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 8 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال صغار، مضيفا أن جهود الإنقاذ تتواصل.
وحذرت شركة أوكرينرجو المشغلة للشبكة، من أن إصلاح الأضرار سيتطلب وقتا أطول، مقارنة بالمرات السابقة، وأن إعادة التيار ستستغرق وقتا طويلا.
وقال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو للتلفزيون الوطني: "ما رصدناه بالفعل هو أضرار لنحو تسعة مرافق لتوليد الكهرباء، ونواصل تقييم الأضرار".
انقطاع الكهرباء وظلام دامس
وانقطعت الكهرباء عن مدينة بولتافا في وسط البلاد وأجزاء من كييف. واستهدفت الهجمات أجزاء من البنية التحتية الأساسية في منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، وأوديسا على البحر الأسود وفينيتسيا في الغرب الأوسط.
وقال شهود من رويترز، إن 3 انفجارات دوت في العاصمة الأوكرانية. وقالت الشركة المشغلة للسكك الحديدية الأوكرانية، إن عددا من الخطوط واجهت انقطاعًا في الكهرباء.
وقال إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف: "هناك أضرار جسيمة في البنية التحتية، لا سيما شبكة الطاقة... أطلب منكم التحلي بالصبر على ما يحدث الآن. أدرك أن منازلكم لا يوجد بها إضاءة ولا تدفئة ولا إمدادات مياه".
وأعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب زيلينسكي، بدء عمليات قطع طارئة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد لإفساح المجال لعمليات الإصلاح.
أوكرانيا ستظل صامدة
ألغي التحذير الأول من القصف الجوي في كييف، بعد 4 ساعات من إعلانه، عندما كان الأطفال في طريقهم لمدارسهم والموظفين لأعمالهم.
وتوقفت شبكة مترو أنفاق كييف، التي تتضمن واحدة من أعمق المحطات في العالم، عن العمل وجرى استخدامها كمأوى من القصف.
وتقول موسكو إن الهجمات على البنية التحتية الأساسية شرعية من الناحية العسكرية. وتقول أوكرانيا، إن الهجمات التي تهدف إلى التسبب في معاناة للمدنيين تعتبر جريمة حرب.
وكتبت وزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو على فيسبوك "هدف روسيا الاتحادية، هو أن يبقى الأوكرانيون دوما تحت ضغط، وأن يظلوا طيلة يومهم تقريبا في الملاجئ. وأن يعانوا مشقة انقطاع الكهرباء أو المياه".
وأضافت "لكن موقف أوكرانيا لن يتغير... سنصمد. سننتصر. سنبني بلادنا من جديد".