تساءلت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية عن السبل التي يمكن للولايات المتحدة الحد من الحملة الوحشية، التي يشنها الملالي ضد الانتفاضة الشعبية في إيران.
وانتقدت المجلة إدارة الرئيس جو بايدن الصامتة، مقترحة عليها عدة إجراءات من الممكن أن تمنع إعدام النظام لمتظاهرين آخرين بعد تنفيذه الحكم على اثنين في أقل من أسبوع.
وبحسب تحليل منشور على موقع المجلة، في الأسبوع الماضي، أعدم نظام الملالي محسن شكاري وماجد رضا رهنورد، وهما إيرانيان يبلغان من العمر 23 عامًا، لدورهما في الحركة الثورية المستمرة في إيران.
إجراءات ملموسة
وتابع التحليل: على الرغم من أن شكاري ورهنورد هما أول إيرانيين يُعدمان على خلفية الاحتجاجات الواسعة النطاق الأخيرة فلن يكونا الأخيرين، إلا إذا اتخذ المجتمع الدولي إجراءات فورية وملموسة ضد نظام الملالي الدموي.
وأشار التحليل إلى أن أحكام الإعدام هذه، مثل سابقاتها، هي محاولة من قبل النظام القمعي لترويع الشعب الإيراني وترهبيه بدفع ثمن باهظ.
وأضاف: يعدم النظام الإيرانيين بوحشية لتذكيرهم بأنهم ما زالوا يعيشون تحت سيطرة سلطة يمكنها أن تحكم عليهم بالإعدام بشكل تعسفي، لافتا إلى الصمت الدولي الذي لم يقف حائلا أمام آلتي القتل والقمع المتزايدان.
اختبار المجتمع
ويواصل التحليل: يهدف النظام أيضًا إلى اختبار المجتمع الدولي، طالما استمر العالم في مشاهدة الإيرانيين يعانون دون اتخاذ إجراءات جوهرية، سيتشجع المرشد وأعوانه على ارتكاب المزيد من العنف.
وأوضح أنه على عكس توقعات النظام الأولية، استمرت الانتفاضة في الشوارع بجميع أنحاء البلاد وتصل الآن إلى شهرها الثالث.
ومضى يقول: على الرغم من أنه كان صحيحًا في يوم من الأيام أن قمع النظام للاحتجاجات بوحشية، كان قادرًا على تخويف الناس للعودة إلى ديارهم، إلا أن الأمور مختلفة هذه المرة، فالجميع يراه يزداد ضعفا ووهنا أمام دعوات التغيير والمطالبة بالحرية.
نتائج عكسية
وتستمر المجلة بالقول: أدى إعدام شكاري، مثل بقية التكتيكات الوحشية للنظام، إلى نتائج عكسية، إذ هرع الناس مرة أخرى إلى الشوارع.
وأشارت إلى أن النظام يدرك جيدًا أن هذه الحركة الثورية تستهدف وجوده، وأن المحاولات الضعيفة للتهدئة، ومنها إلغاء ما تسمى بـ«شرطة الأخلاق»، لن تهدئ الاضطرابات.
وتابعت: أثبتت الحركة أنها صامدة ضد أساليب التخويف الوحشية للنظام الإرهابي، مثل الاعتقالات الجماعية غير المسبوقة، وأساليب التعذيب والقتل ضد بعض المعتقلين.
وحشية مطلقة
التحليل يضيف: الوحشية المطلقة في تخويف الإيرانيين وحملهم على البقاء في منازلهم وإنهاء التظاهرات أدت إلى عكس المتوقع، فقد دفعت الحركة الاحتجاجية إلى مرحلة الإضراب.
وتابع: يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات حاسمة لوقف المزيد من عمليات الإعدام.
وأردف: يجب أن يتجاوز هذا العمل الحاسم قرارات وبيانات الإدانة إلى فرض تكاليف اقتصادية وسياسية ملموسة على النظام وقادته.
فرض عقوبات
المجلة طالبت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مكتب خامنئي بموجب الأمر التنفيذي 13553 وقانون «ماغنتسكي»، وتابعت: يجب أن تستهدف هذه العقوبات عائدات النظام من بيع مليون برميل من النفط يوميًا، والتنسيق مع الدول الأوروبية وحلفاء مجموعة السبعة الآخرين لتنفيذ عقوبات متعددة الأطراف تستهدف خامنئي، لتبعث برسالة فعالة إليه؛ مفادها «أن وحشيته لن تمر دون رد».
واستطردت: إضافة إلى ذلك، يجب على الولايات المتحدة دعوة شركائها الأوروبيين، الذين يحتفظون بعلاقات دبلوماسية مع النظام إلى قطع تلك العلاقات وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين مع استمرار انتهاكات طهران لحقوق الإنسان.