برزت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، كلاعب رئيسي، في مجال حماية التنوع البيولوجي، باعتباره السلاح الطبيعي الأقوى لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وذلك عبر برامج فعالة، تنضوي تحت مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، اللتين ترفعان نسبة مساهمة المملكة، عالميًا، في معالجة آثار المناخ، سواء بالمناطق البرية أو البحرية.
وأطلقت المملكة، أكثر من 60 مبادرة في مجال البيئة والطاقة النظيفة، لدعمها في تحقيق 3 من أهداف مبادرة السعودية الخضراء، وهي خفض الانبعاثات الكربونية، وتشجير السعودية، وحماية المناطق البرية والبحرية، وبذلك تعد مبادرات المملكة، الأكثر شمولية ومرونة، في حماية التنوع البيولوجي.
والتزمت المملكة في إطار مبادرة السعودية الخضراء بحماية 30% من مناطقها البرية والبحرية، وتعمل بالشراكة مع منظمات دولية رائدة مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "IUCN" على حماية واستعادة أنظمتها البيئية ومساحاتها الطبيعية الساحرة.
600 مليون شجرة بحلول عام 2030
تهدف مبادرة السعودية الخضراء، إلى تحويل 30% من مناطقها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية بحلول عام 2030، تغطي مجموعة متنوعة من المناطق الجغرافية، بما في ذلك الصحاري والغابات والجبال والمناطق الساحلية.
وتسهم المملكة في استصلاح وإعادة تأهيل النظم البيئية من خلال زراعة 600 مليون شجرة بحلول عام 2030، أي بزيادة تتجاوز 150 مليون شجرة إضافية مقارنةً مع الهدف الأولي لزراعة 450 مليون بحلول عام 2030.
توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض
عمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على إكثار وإعادة توطين الأنواع المستوطنة المهددة بالانقراض في 10-15 موقعًا كل عام.
ومؤخرًا، أطلق المركز 4 أنواع من الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض في محمية نيوم، وذلك ضمن برنامج المركز لإكثار وإعادة توطين الكائنات الفطرية المهددة بالانقراض وإعادة تأهيل النظم البيئية وإثراء التنوع الأحيائي في المملكة.
ماذا نعني بإعادة توطين الكائنات الفطرية؟#المركز_الوطني_لتنمية_الحياة_الفطرية#محافظة_تنمية_استدامة pic.twitter.com/ULrmKpqkdg
— المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية (@NCW_center) December 14,2022
وأطلق المركز في العام الماضي أكثر من 1200 حيوان مهدد بالانقراض في الطبيعة.
وتشمل أهم مشاريع المملكة، صندوقًا بقيمة 25 مليون دولار، لتمويل جهود الحفاظ على النمر العربي المهدد بالانقراض.
ومن المقرر افتتاح المزيد من مراكز التكاثر في محمية شرعان الطبيعية بحلول عام 2024، بهدف إعادة هذه الأنواع النادرة إلى جبال العلا، كما أن هناك مشروعاً تجريبيًا، لإعادة إطلاق الوعل النوبي في جبال عسير، إضافة إلى زيادة أعداد المها العربي في المملكة.
محمية الشمال للصيد على مساحة 2000 كيلو متر2
ودشنت هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، محمية الشمال للصيد المستدام على مساحة 2000 كيلو متر مربع شمال شرق المملكة، التي تعد الأولى من نوعها في المملكة.
وتسعى من خلال "محمية الشمال" إلى المحافظة على الحياة الفطرية، وتحقيق فرص اقتصادية تسهم في استدامة برامج المحمية وتطوير الفرص التنموية للمجتمع المحلي، إضافة إلى تطوير المنتج السياحي في المملكة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
أول محمية ملكية تنضم لقاعدة البيانات العالمية
انضمت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية لقاعدة البيانات العالمية للمحميات الطبيعية كأول محمية ملكية سعودية يتم تسجيلها على هذا الموقع العالمي والمصدر الرسمي لبيانات الأراضي المحمية، لدى الجهات الحكومية والمنظمات العالمية.
ويشكل ذلك الاعتراف العالمي خطوة مهمة في طريق انضمام المحمية للقائمة الخضراء للمحميات العالمية التي تدار بكفاءة وفاعلية لدى الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
انضمام إلى التحالف العالمي للمحيطات
وأعلنت المملكة في أكتوبر 2021 عن انضمامها إلى التحالف العالمي للمحيطات، وهو منظمة دولية مختصة في الحفاظ على المحيطات، ويتمثل الهدف الأساسي للتحالف في حماية 30% على الأقل من محيطات العالم بحلول عام 2030 من خلال إنشاء محميات بحرية طبيعية، حيث تعد المملكة واحدة من الدول العربية القليلة التي انضمت إلى التحالف.
وتعمل المملكة أيضاً على إنشاء مؤسسة لاستكشاف البحار المحيطات، والتي ستكون مسؤولة عن إجراء أنشطة الأبحاث وعمليات الاستكشاف في بحار ومحيطات العالم.
ويعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، على تطوير استراتيجية وطنية للاستخدام المستدام للمناطق الساحلية والبحرية؛ بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي في المناطق البحرية وتقليل الأضرار التي تلحق بموائل الشعاب المرجانية. ومن المقرر إتمام إعداد هذه الاستراتيجية في عام 2025.
100 مليون شجرة مانجروف بحلول 2030
تشكّل زراعة أشجار المانجروف محوراً رئيسياً لمبادرة السعودية الخضراء، إذ تعد غابات الأراضي الرطبة وسيلة طبيعية فعالة للحد من تآكل السواحل وتوفير مناطق مناسبة لتعشيش وتكاثر الأنواع البحرية، مما سيعزز التنوع البيولوجي في المناطق الساحلية بالمملكة العربية السعودية:
ومن المقرر زراعة 100 مليون شجرة مانجروف على امتداد سواحل المملكة بحلول عام 2030، وستسهم هذه المبادرة في إزالة 96 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يعزز استقرار النظم البيئية الساحلية ويحدّ من تآكل السواحل.
ويعمل المشروع التجريبي لزراعة أشجار المانجروف في ميناء جدة الإسلامي على زراعة العديد من هذه الأشجار للإسهام في تنظيف مياه البحر، وإثراء التنوع البيولوجي البحري، واستعادة الحياة المائية.
مبادرة لاستعادة الشعاب المرجانية
أطلقت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"مبادرة طموحة لدعم استعادة الشعاب المرجانية في وقت يشهد العالم فيه تغيرًا بِيئِيًّا غير مسبوق.
وتعد هذه المبادرة في جزيرة شوشة على ساحل البحر الأحمر أول مشروع واسع النطاق لترميم الشعاب المرجانية في العالم، تديره وتموله كاوست بالشراكة مع نيوم، أحد المشاريع العملاقة في المملكة العربية السعودية التي تركز على الاستدامة وتحسين جودة الحياة وحماية الطبيعية. وتوفر هذه الشراكة الاستراتيجية بين الكيانين الخبرة البحثية والبنية التحتية التقنية اللازمة لتعزيز استعادة الشعاب المرجانية وترميمها على نطاقات كبيرة.