DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

علماء النفس .. وموهبة البرغوث

18 ديسمبر 2022 | 07:36
كأس العالم قطر
علماء النفس .. وموهبة البرغوث

في كل مجالات الحياة تبرز النجومية والتميز والتفرد عبر فطرة من جهة وممارسة من جهة أخرى، لذلك نكرر عبارة موهوب بالفطرة أو موهوب بالممارسة.

وفي عالم المستديرة المجنونة كرة القدم يبرز هذان المصطلحان بكثرة، فنطلق على الأرجنتيني الساحر ميسي أنه موهوب بالفطرة من خلال مهاراته وحركاته وأهدافه، من حيث قوة التدريب والممارسة والطموح والمحافظة على تألقه في مضمار كرة القدم.
محظوظون بموهبة ميسي ومن حسن حظنا أن الجماهير في كل بلدان العالم عاشت في هذه الفترة لترى نجوميته في المستطيل الأخضر، وقد قارب مشواره الكروي على إسدال الستار، بعد أن انقسم الكثير حول أفضليته على رونالدو في رحلة ممتعة كرويًا، كلما كان النزال بينهما في البرشا والريال سابقًا، والغريب أن هذا الوهج في المقارنات لم ينقطع حتى بعد رحيلهما عن الدوري الأسباني .

ميسي حالة جدلية عالمية، والأساس فيها (الفطرة والممارسة)، حتى علماء النفس دخلوا في صراع صراع ميسي المثير للجدل من خلال مصطلح الفطرة والممارسة.

قال ماكفير سون الذي اشتغل مع عدة نجوم في مختلف الألعاب: (ليس هناك من الرياضيين العظماء الذين يمكنهم البقاء في القمة مثلما فعل ميسي)، وأضاف: (معظم الرياضيين الذين وصلوا القمة ينخفض مستواهم وثقتهم في أنفسهم في مرحلة ما، بيد أن ميسي شكَّل استثناءً). وتابع: (يتحلى ميسي بالتواضع وليس الغرور، ويعتقد أنه أفضل لاعب في العالم، لكنه يسعى دائمًا للأفضل).

ميسي الذي تحلى دائما بالتواضع تشتعل الصحافة في كل العالم، وأنصار البرتغالي يبعدون النرجسية عنه ويصفونه بالنجم الطموح الواثق من قدراته وتطويرها بالممارسة، ويعترفون بسحر ميسي بموهبته الفطرية.
في كل المناكفات والسجالات ، يتباهى انصار ميسي صاحب الحظ العاثر مع منتخب بلاده، لكنه أخيراً حقق مراده مع الأرجنتين، بالتتويج بكأس العالم وهو اللقب الذي عانده كثيراً .

أخيرا وصل الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي للمجد الدولي مع إقتراب انتهاء مسيرته الكروية لكنه وحتى بعد التوقف سيبقى سحره على المستطيل الأخضر.
أمريكا اللاتينية، التي تكون دائما ولادة بالنجوم ، ويبقى الفن والمهارة والإمتاع في كرة القدم ماركة مسجلة للنجوم من عينة ميسي الذين لامسوا الكرة على الشواطئ الرملية، وهم جياع لا يجدون قوت يومهم.

كنت أعتقد أن علاقة البعض مع الارجنتين مرتبطة بالفن الكروي الذي يقدمه نجومهم لعشاق المجنونة، لكنني بدأت أغير قناعاتي، فالعلاقة على ما يبدو تاريخية مرتبطة بالزمن الجميل للمستديرة، وإلا فبماذا نفسر تعاطف تلك الملايين من البشر مع المنتخب الارجنتيني في المونديال الحالي؟ على الرغم من أن ميسي لم يقدم ما يوازي سمعته وسعره، وحتى نصف مهارته وفنه وأهدافه، ويختلف تماما مع منتخب بلاده، لكن شعبيته لم تتأثر بالتعطل في بعض المراحل بل كان يكسب مزيداً من التعاطف .
ميسي قدوة لجيل كامل، فهو لم يعرف اليأس حتى في أحلك الظروف، وظل متزنا في ساحة النزاعات، وسما بنفسه وارتقى بفكره في جدليات الألقاب والأمور الصغيرة، هو تاريخ متحرك، هذا التاريخ (الفاخر) لم نجده يوما ما يتاجر به لشخصه، بل قدمه على طبق من ذهب لمنتخب بلاده .
أخيرا تبقى الارجنتين إمبراطورية كرة القدم سواء كانت في القمة أم القاع، سواء فازت بالألقاب أم أخفقت، فهي المتربعة على قلوب الملايين من البشر في كل بقاع الدنيا، وسرعة وصول نجومها للمعمورة تتم بسرعة الصاروخ، لا لسبب إلا لأنهم من بلاد التانجو، وسيبقى ليونيل ميسي أسطورة تاريخيه على خطى مواطنه مارادوانا .

WhatsApp Image 2022-12-18 at 10.11.51 PM (1)

المزيد من المقالات
الاكثر قراءة