فشل ديديه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا، في التتويج بلقب كأس العالم FIFA قطر 2022، بعد خسارة النهائي الدرامي والمثير أمام الأرجنتين بنتيجة 4-2 بركلات الترجيح.
وحسم المنتخب الأرجنتيني اللقب بعد تعادل ملحمي بنتيجة 3-3 على استاد لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة.
وكان ديشامب يمتلك فرصة استثنائية ليكون ثاني مدرب في التاريخ يتوج بلقب كأس العالم مرتين، بعد الأسطورة الإيطالي فيتوريو بوتسو.
بوتسو حقق هذا الإنجاز مع إيطاليا في نسختي 1934 و1938، وضمن أن يظل رقمه صادما على الأقل حتى مونديال 2026 (88 عاما كاملة).
من هو فيتوريو بوتسو؟
وُلد فيتوريو بوتسو في 2 مارس عام 1886 بمدينة تورينو، وكان لاعب خط وسط ومثّل فريقي غراسهوبر كلوب السويسري وتورينو الإيطالي.
لكن على الصعيد التدريبي، لم يكن فيتوريو بوتسو شخصيا عاديا خلال عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، ويمكن القول إنه أحدث ثورة في عالم كرة القدم بأفكاره التدريبية المتطورة وقتها، وأدخل طريقة 4-3-3 للمرة الأولى.
كان فيتوريو بوتسو صاحب شخصية قوية، وله أسلوبه الخاص في اللعب، وكان تركيزه الأكبر على لاعبي خط الوسط، مقارنة بالدفاع والهجوم.
واعتمد بوتسو في أغلب مبارياته مع منتخب إيطاليا على التنظيم الدفاعي بشكل جيد، وبناء هجمات مرتدة سريعة، مع استغلال تقدم الفريق المنافس، وهي الطريقة المميزة للكرة الإيطالية على مر العصور، وحتى الآن.
المثير أنه لم ينجح أي مدرب خلال حقبة بوتسو في كسر الدفاع الحصين للمنتخب الإيطالي، وهو ساعد الأخير على شق طريقه بجدارة نحو منصة التتويج بالكأس مرتين على التوالي، في إنجاز استثنائي تكرر لاحقا مرة واحدة مع البرازيل في عامي 1958 و1962.
وتشير التقارير إلى أن بوتسو كان تربطه علاقة وطيدة بحكومة بينيتو موسوليني الذي حكم إيطاليا بقبضة من حديد آنذاك، لدرجة أن البعض يقول إن "موسوليني وضع كافة الإمكانيات المادية تحت تصرف المنتخب الوطني ليساعد صديقه (فيتوريو) على النجاح".
ولم يُخيب بوتسو آمال حاكم البلاد، ونجح مرتين في أن يرسم البسمة على شفاه حين توج باللقب الأغلى في تاريخ كرة القدم، في نسختيه الثانية والثالثة.
بين لقبي كأس العالم 1934 و1938، حقق بوتسو إنجازا آخر حين قاد منتخب إيطاليا للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية 1936.
كيف كانت نهاية فيتوريو بوتسو؟
أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد كأس العالم 1938 إلى توقف البطولة حتى نسخة عام 1950، ليفقد فيتوريو بوتسو فرصة تعزيز تاريخه الاستثنائي مع إيطاليا.
ومع اندلاع الحرب وانتهاء فترة حكم موسوليني، كان بوتسو أحد الضحايا وأُعفي من كافة مناصبه الرسمية، وتحول إلى صحفي مختص بمتابعة أخبار المنتخب الإيطالي والكرة المحلية لاحقا.
في 21 ديسمبر 1968، تُوفي بوتسو عن عمر ناهز الـ82 عاما ودُفن في مقابر عائلته بمسقط رأسه في مدينة تورينو.