@Fahad_otaish
كشفت الاحتفاءات بمناسبة يوم التطوع السعودي والعالمي حقائق مشرقة عن إنجازات هذا القطاع في المملكة والقدرات والإمكانيات الكامنة لدى الشباب والفتيات التي أتاحت برامج التطوع لها الظهور، ففي الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية عند استقباله عددًا من مسؤولي الجمعيات والبرامج التطوعية، سلّط سموه الضوء على أهمية هذا القطاع في رفد جهود مؤسسات الدولة المقدمة للخدمة للمواطنين، لا سيما أن التطوع لقي إقبالا من المواطنين والمواطنات بكافة تخصصاتهم بحيث يمكن لبرامج التطوع على ضوء وجود هذه القدرات تقديم الخدمات في مجالات الإغاثة والإسعاف الصحي والدفاع المدني والحالات الطارئة التي تتعرض لها بعض الأسر، وأهم من ذلك كله التطوع في تقديم أشرف خدمة ممكن أن يقدمها إنسان وهي التطوع لخدمة حجاج بيت الله الحرام التي شرّف الله بها هذه البلاد وأهلها. أما وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الذي رعى حفل تسليم جوائز العمل التطوعي الذي أقيم الأسبوع الماضي بمدينة الرياض فأكد أن المؤشرات تظهر أن العدد المستهدف من برامج التطوع وهو مليون متطوع عام 2030 سوف يتحقق -بإذن الله- بحلول عام 2026 أي قبل الموعد المستهدف بأربع سنوات تشهد -بإذن الله- هي الأخرى نموا في عدد المتطوعين وساعات التطوع التي يؤدونها، مما يعني حرق المراحل وتحقيق المستهدفات قبل أوانها وهو الأمر الذي لم يكن ممكنا لولا الإقبال المنقطع النظير الذي تشهده برامج التطوع في بلادنا الغالية من جميع أبنائها، مما يؤكد عمق ثقافة التطوع وانتشارها لا سيما أنها تنبع من عقيدة سمحة تحث على عمل الخير ومساعدة الآخرين وتبشر من يقوم بذلك بالأجر والثواب، إضافة إلى أن قيم الفزعة والإيثار هي قيم عربية ضاربة في أعماق التاريخ وكذلك ينبغي الإشادة بكل الجهود التي ساهمت في نجاح برامج التطوع وتعظيم مخرجاتها سواء الجهود التي تبذلها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أو المنظمات الأهلية، خاصة جمعيات التطوع ولجانه ووزارة التعليم ومؤسسات التعليم العام والعالي وجعلها تطوع الطلبة بعدد محدد من الساعات شرطا للتخرج وما تقدمه من توعية وبرامج وإرشادات توضح للطلاب أهمية التطوع وتحثهم على المشاركة في برامجه، وبهذه المناسبة نستذكر أن أول جمعية تطوعية أنشئت في المملكة كانت في المنطقة الشرقية حيث كان الأستاذ نجيب الزامل -يرحمه الله- رائدا للعمل التطوعي كما نشيد أيضا بحصول برامج التطوع في جمعية البر بالمنطقة الشرقية على المركز الثاني في الجائزة الوطنية للعمل التطوعي عن برنامج «زكاة الفطر الموحد» الذي تنظمه الجمعية سنويا بمشاركة عدد من الجهات، كل هذه الإنجازات في مجال هام من مجالات العمل العام توجب على المؤسسات الإعلامية أو التربوية وكذلك المساجد وأرباب الأسر وشركات القطاع الخاص أن تولي التطوع الأهمية التي يستحقها والتي تمكّن جمعياته ولجانه من تحقيق الدور المأمول الذي حددته له رؤية المملكة 2030 وفاء بالمسؤولية الاجتماعية نحو المواطن والوطن، ولا شك مطلقا في حرص الجميع على هذا العمل الإنساني والوطني النبيل.