في هذا اليوم التاريخي، أحتفل بـ 100 مقال أسبوعي في جريدتي المفضلة، والتي كانت السبب بعد الله في هذا الإنجاز، استطعت من خلال تلك المقالات أن أسلط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية المختلفة، بأسلوب جاد، مع محاولة لتخفيف الدم في بعضها! لتصل الفكرة بشكل سلس، بعيدا عن التعقيد والفلسفة والتشدق والسفسطة! وليس أجمل من البساطة في كل شيء، ورغم أن المقولة المنسوبة للجاحظ تقول: «الأفكار ملقاة على قارعة الطريق» إلا أن الطرق أصبحت مجدبة!! فالعولمة استولت على كل شيء! فلا تكاد تلتقط خيطا من فكرة إلا وسمعت صوت الشامت يقول: (تراها قديمة)!! لذلك على الكاتب هذه الأيام أن ينحت في الصخر! أو يجعل محيطه ضحية لاقتناص الأفكار وعلى محيط الكاتب أن يعين ويصبر ويحسن الظن!! وألا (يشخصن) المحتوى الكتابي ليكون سببا للخلافات، فمهمة الكاتب إيصال فكرة نافعة لمجتمعه، وأصدقها تلك الفكرة التي عاصر أحداثها ولم تنقل له، فكل الأحاديث والمواقف تلتقطها أذن الكاتب ويخزنها في ذاكرته ليترجمها لاحقًا فهي تعني له شيئا مختلفا عن الآخرين! ففي كل حركة تفسير ولكل إشارة تأويل! والحقيقة أن حساسية بعض الأشخاص وتفسيراتهم وسوء ظنهم تجعلهم يصفون الكاتب بالجنون ويبحثون عن الزلة! في الحرف والكلمة! فكل موضوع مقصود! وكأن العالم لم ينجب إلا هم! وأنهم محور الكون! وأن الشغل الشاغل للكاتب متابعتهم وتقصّي أخبارهم! حتى وصل لبعضهم بالتهديد بالشكاية، بل مقاطعة كل ما يتصل بالكاتب من قريب أو بعيد! فالكل تم تعميم الغضب عليه وأخذ بجريرته وجرمه! وإن كنت أعتقد أن أهل الزعل (ماتوا)! وأن (حركات الأطفال) لم تعُد عند أهل الحل والعِقد والفطنة! وأن عقول الناس قد كبرت إلا أن كل مَن يتعامل مع الناس عليه أن يصبر على أذاهم ومشاربهم وسوء ظنونهم، أما أن يعتزل إرضاء لهذه الفئة ويضحي بمكتسباته لأجلهم فلن يرضيهم، وستظل من (المغضوب عليهم) مهما فعلت، وتظل أجمل لحظات الكاتب هي لحظات الإلهام التي تباغته قاعدا أو واقفا فيسارع للاختلاء بها ليمسكها قبل أن تهرب!
وفي مقالي المائة، أرسل ألف تحية لأولئك الذين تحمّلوا رسائلي حين تصلهم، والذين يفتقدونها ويبادرون بالسؤال عنها حين أعجز عن التواصل! وأولئك الذين يقتنصون من وقتهم الثمين دقائق ليعلقوا ويثروا سطورها.. شكرا بحجم السماء لكم ولدعمكم..
عزاء..
في مقالي المائة أعزي نفسي وكل من افتقد الأخت نورة السبيعي تلك الرائعة التي كانت كلماتها وانتقاداتها رافدا من روافد الأفكار لدي، أثرتني بجمال روحها وحسن ظنها واهتمامها.. افتقدتها وستظل رسائلها من الرسائل المميزة التي تصلني وترتقي بي وبما أكتب. رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح جناته.