شاركت المملكة في الاجتماع رفيع المستوى للجزء الثاني من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي (CBD COP15)، الذي أقيم بمدينة مونتريال.
وأكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور أسامة فقيها، أن المحافظة على التنوع الأحيائي ركيزة أساسية لاستدامة كوكب الأرض وازدهاره.
وخلال ترؤسه وفد المملكة المشارك، دعى إلى تضافر الجهود وتسخير الإمكانات للمحافظة على الأرض ومواردها، لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
أبرز ماجاء في كلمة وكيل الوزارة لشؤون البيئة، خلال مشاركة المملكة في اجتماع مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع الأحيائي بمونتريال. pic.twitter.com/895TPaX2cW— وزارة البيئة والمياه والزراعة (@MEWA_KSA) December 19, 2022
مظلة لتعزيز التعاون
أوضح الدكتور فقيها أن هذا الاجتماع مظلة مهمة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، للمحافظة على التنوع الأحيائي، كما يكتسب أهمية خاصة، إذ تعمل من خلاله الدول المشاركة كافة، على صياغة الإطار العالمي للتنوع الأحيائي لما بعد 2020م، وتحديد المستهدفات العالمية لتعزيز حماية التنوع الأحيائي.
وأضاف أن الحد من فقد التنوع الأحيائي وموائله يحتاج إلى إطار عالمي متفق عليه، وتضافر الجهود، وتسخير الإمكانات لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
رؤية المملكة 2030 تركز على حماية البيئة والموارد الطبيعية
وأبان وكيل الوزارة للبيئة أن رؤية المملكة 2030، أولت حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى بوصفها إحدى الركائز الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة.
ولتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبيئة، أُعيدت هيكلة قطاع البيئة، وأُنشئت خمسة مراكز بيئية مختصة، وصندوق للبيئة، ضمن الأكبر في المنطقة؛ لتحفيز الممارسات والتقنيات الصديقة للبيئة.
بالإضافة إلى ذلك اعتُمد نظام جديد للبيئة متوافق مع أفضل الممارسات العالمية، ونظام جديد لإدارة النفايات مبني على أسس الاقتصاد الدائري.
كما زادت مساحة المناطق المحمية بواقع أربعة أضعاف منذ عام 2016، لتتجاوز 16% من مساحة المملكة حاليًا، مع إنشاء مراكز لإكثار الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض، إضافة إلى اعتماد نظام للتعامل مع الموارد الوراثية النباتية، والعمل على إعداد نظام وطني لتفعيل بروتوكول ناغويا، وغيرها من الإجراءات الرامية لتعزيز المحافظة على التنوع الأحيائي.
مستهدفات طموح
أضاف فقيها أن مبادرة السعودية الخضراء، التي أعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تضمنت عدة مستهدفات طموح، ومن ضمنها رفع نسبة الطاقة المتجددة.
وتابع فقيها أنه من ضمن المستهدفات أيضًا تنمية الغطاء النباتي، والذي يعد ركيزة أساسية للموائل الفطرية، مع تفعيل خطط لرفع نسبة المناطق المحمية البرية والبحرية وصولًا إلى 30% بحلول عام 2030.
وأوضح أن المملكة عملت على الصعيد الدولي خلال رئاستها مجموعة العشرين عام 2020، على إطلاق مبادرتين عالميتين، إحداهما تعنى بالحد من تدهور الأراضي وتنمية الغطاء النباتي والموائل الفطرية البرية، والمبادرة الثانية تهدف لتأسيس منصة عالمية لتسريع البحث والتطوير في مجال المحافظة على الشعب المرجانية واستعادتها.
تعزيز التعاون الإقليمي
أضاف وكيل الوزراة للبيئة أن سمو ولي العهد أطلق على الصعيد الإقليمي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، الهادفة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لاستعادة الغطاء النباتي والموائل الفطرية البرية، والحد من التغير المناخي.
كما تستضيف المملكة الأمانة العامة للمبادرة، وأسهمت في دعم المبادرة بمبلغ 2.5 مليار دولار، وتستضيف المملكة عام 2024م مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وأكد الدكتور فقيها أن المملكة تبذل جهودًا كبيرة على مختلف الأصعدة لتحويل الطموحات البيئية إلى واقع ملموس، مع التزامها بالعمل مع باقي الوفود لوضع إطار للعمل وخارطة طريق ذات معالم واضحة لتحقيق الطموحات العالمية لتعزيز حماية البيئة والتنوع الأحيائي، واستدامتهما لضمان مستقبل أفضل للعالم وللأجيال القادمة.