تعد صناعة بيوت الشَّعر التقليدية من المهن النسائية المتوارثة بمنطقة الحدود الشمالية، سيما وأن المنطقة تشتهر بوفرة كبيرة في الأغنام التي يؤخذ منها الصوف الذي تنسج من خيوطه البيوت.
وتستخدم الحرفيات في صناعة بيوت الشَّعر ألوانا عديدة من شعر الماعز والضأن، كما أن لبيوت الشعر أحجامًا مختلفة منها: "المثولث" وهو الذي يتكون من ثلاثة أعمدة، والمروبع وهو الذي يتكون من أربعة أعمدة، والمسودس وهو الذي يتكون من ستة أعمدة، ويوجد ما هو أكبر من ذلك.
وتعتمد صناعة بيوت الشّعَر على مكونات أساسية منها ما يعرف بـ" المطرق": وهو عصا لتنظيف الشعر، و"المخيط": وهي أداة حديدية، و"الأوتار": وهي قطع خشبية للتثبيت والغزل والنفش، و"الأطناب" لتثبيت جوانب البيت، وخيوط للغزل من الصوف.
وتتراوح أسعار بيوت الشَّعَر حسب النوع والحجم، حيث تبدأ من 1000 ريال وتصل إلى أكثر من 6000 ريال، ويستغرق نسجها ما بين 3 أيام إلى 10 أيام حسب الأيدي العاملة.
وحول ذلك تقول الحرفية أم قاسم: "أعمل في صنع هذه البيوت منذ سنوات"، لافتة أنهن أثناء صناعة بيت الشعر يتبادلن أبيات القصيد والهجيني للترويح وقضاء وقت جميل".
من جانبها تحدثت الحرفية أم عبد الله عن تجربتها في نسج بيوت الشَّعَر بالطريقة التقليدية، حيث تصفها بالمتعة خاصة إذا اشتركن في صناعتها عدد من النساء.
وتقول الحرفية أم ندى: "إن هذه المهنة تخلق أجواء التنافس المحمود بين النساء الحرفيات في مكان واحد"، مشيرة إلى أن بيوت الشعر هذه الأيام تشهد إقبالا من قبل محبي التخييم في المناطق الصحراوية، لما تزخر به منطقة الحدود الشمالية من تنوع بيئي جاذب لعشاق الرحلات البرية وخاصة في أوقات الربيع.
وتضيف: تكتسي براري المنطقة بحلة خضراء بعد هطول الأمطار، كما أن لرمال النفوذ جنوب المنطقة طابعا خاصا في التنزه الخلوي وسط الكثبان الذهبية.