لا تزال تتوالى تداعيات اختراق سبع طلقات من رشاش حربي آلية تابعة للكتيبة الإيرلندية العاملة في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «اليونيفيل»؛ ما أدى إلى مقتل جندي إيرلندي وإصابة آخرين.
وكشفت مصادر موثوق بها أن «تقريرًا أمنيًا لبنانيًا وثق إصابة آلية «اليونيفيل» المستهدفة في حادثة العاقبية ما أظهر أن الحادث ليس عفويًا ولم يتخذ قرار من الجهات المعنية في المنطقة بالسيطرة على الوضع فور وقوع الإشكال».
المسألة صارت محرجة
بالاستناد إلى المعطيات والأدلة الواردة في هذا التقرير، فإن مسؤولين لبنانيين تواصلوا مع قيادة «حزب الله» للتأكيد على كون «المسألة صارت محرجة» أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
ويجب الإٍسراع في إيجاد «مخرج مناسب لها» خصوصًا مع دخول لجنة إيرلندية على خط متابعة ما توصلت إليه التحقيقات الرسمية والأممية.
تحمل المسؤولية
كشفت معلومات صحفية أن مسؤولًا أمنيًا رفيعًا في «حزب الله» عقد لقاء مباشرًا مع قائد قوات «اليونيفيل» بغية محاولة التوصل معه إلى الصيغة الأنسب لإنهاء القضية.. جدد خلاله المسؤول الأمني في الحزب التأكيد على أن الحزب حريص على العلاقة مع «اليونيفيل» ولا علاقة له بما حصل في بلدة العاقبية.
وكان الجواب مقتضبًا: «إذا لم تكونوا مسؤولين مسؤولية مباشرة عن الحادثة فإنكم تتحملون مسؤولية تجييش البيئة الشعبية في الجنوب علينا».
لقاء سيدة الجبل
في سياق متصل، أكد «لقاء سيدة الجبل» وهو تجمع سياسي أن «حزب الله» ومن خلفه الاحتلال الإيراني يستخدمان لبنان صندوق بريد باتجاه الغرب.
وأوضح التجمع السياسي اللبناني في بيان، «أننا ننظر بعين القلق إلى انهيار الاستقرار الأمني في الجنوب وبالتحديد في مناطق عمل القوات الدولية التابعة للقرار 1701.
وبدلاً من تدعيم هذا القرار الذي أمّن لأهل الجنوب الاستقرار والبحبوحة يعمل حزب الله على نسفِه، خاصةً بعد إدخال قرار 2650 إلى متنه، من خلال قتل الجندي الإيرلندي عمدًا في العاقبية وأيضًا من خلال التعدي على الملكيات الخاصة في بلدة رميش».
صندوق بريد للغرب
لفت إلى أن «حزب الله ومن خلفه الاحتلال الإيراني يستخدمان لبنان وبخاصة الجنوب كصندوق بريد باتجاه الغرب».
ورفض اللقاء صمت حكومة لبنان التي اكتفت بتقديم التعزية للكتيبة الإيرلندية، ونعتمد حرفيًا ما جاء على لسان الوزير الإيرلندي سيمون كوفيني: «لم يكن هذا متوقعًا. نعم كان هناك بعض التوتر على الأرض بين قوات حزب الله واليونيفيل في الأشهر الأخيرة، ولكن لا شيء من هذا القبيل».
وأبلغ كوفيني في وقت لاحق لمحطة «آر تي إي» الحكومية الإيرلندية أنه «لا يقبل تأكيدات حزب الله بأنه ليس له أي تورط».