ألمحت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى تنامي المخاوف الأوكرانية من "غزو روسي جديد" من بيلاروسيا.
وبحسب تقرير «ليز سلاي»، تتزايد المخاوف في كييف من أن روسيا تستعد لشن هجوم جديد ضد أوكرانيا من بيلاروسيا، وسط سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى لمسؤولي البلدين وحشد بطيء ولكن مطرد للقوات والمعدات العسكرية الروسية.
تكهنات بغزو ثان
وأضاف التقرير: أثارت زيارة نادرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة البيلاروسية أمس الإثنين، تكهنات بأن بلاده تسعى للحصول على موافقة مينسك لتوغلها الثاني في شمال أوكرانيا بعد الفشل الذريع للجهود الأولية للسيطرة على كييف الشتاء الماضي.
وتابع: ركزت محادثات بوتين مع الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو على التعاون الاقتصادي، وفقا لبيانات من مكاتبهم. لكن هذه كانت أول زيارة يقوم بها بوتين إلى بيلاروسيا منذ 3 سنوات، وكان برفقته وزيري الدفاع سيرجي شويجو والخارجية سيرجي لافروف، مما يشير إلى أن المحادثات كانت أكثر اتساعًا.
ونقل التقرير عن يوري ساكس، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، قوله: ليس لدينا أي فكرة عما يتحدثون عنه خلف الأبواب المغلقة، لكن هناك احتمال كبير بأن بوتين يضغط من أجل إشراك الجيش البيلاروسي في هجوم.
تحذيرات المسؤولين الأوكران
وأردف التقرير: تزامنت الزيارة مع تصاعد تحذيرات المسؤولين الأوكرانيين من أن روسيا تخطط لشن هجوم شتوي كبير لاستعادة زمام المبادرة بعد أشهر من النكسات التي أجبرت القوات الروسية على الانسحاب من أكثر من نصف الأراضي التي استولوا عليها في الأسابيع الأولى من غزو بوتين.
وأضاف: يقول المسؤولون إنهم قلقون بشكل خاص من أن تحاول روسيا إعادة فتح الجبهة الشمالية، ربما هذه المرة بمساعدة القوات البيلاروسية.
ولفت إلى أن روسيا تواصل هجماتها على كييف بسرب من الطائرات بدون طيار ذاتية التفجير.
ونبه إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقد اجتماعا أمنيا رفيع المستوى، أمس الأول، ركز على التهديد المتزايد بتوغل من بيلاروسيا.
التخطيط لمعارك الشمال
ونقل عن مسؤولين أوكران قولهم: إنهم يشتبهون في أن روسيا تحاول خلق انطباع بأن روسيا تخطط للغزو من الشمال لإبعاد القوات الأوكرانية عن المعارك الفعلية في شرق أوكرانيا.
لكن، بحسب التقرير، يقول مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون: إن مثل هذه العملية لا تعتبر وشيكة.
وتابع: في الوقت نفسه، يقول محللون عسكريون «إن روسيا لديها الآن ما بين 10 إلى 15 ألف جندي في البلاد»، وهو ما لا يكفي تقريبًا لشن هجوم، ولا يزيد عدد الجيش البيلاروسي عن 50 ألفًا، ولا يتمتع أي منهم بخبرة قتالية.
وأضاف: شنت روسيا غزو فبراير من بيلاروسيا بحوالي 40 ألف جندي وفشلت في مواجهة القوات الأوكرانية ذات التسليح الخفيف نسبيًا.
وتابع: أصبحت القوات الأوكرانية أكثر صرامة في القتال وأفضل تسليحًا بتدفق الأسلحة الغربية المتطورة، وبعد تعزيزها الحدود بالألغام والأسلاك.
خيارات مفتوحة للهجوم
وأردف:لكن الزيادة المطردة في الوجود العسكري الروسي في بيلاروسيا في الأسابيع الأخيرة تشير إلى أن موسكو ربما تستكشف على الأقل إمكانية شن هجوم جديد في الأشهر المقبلة، وفقًا لمحللين عسكريين ومنشقين بيلاروسيين يحتفظون بالاتصال مع المتعاطفين داخل قوات الأمن البيلاروسية.
واستطرد: وفقًا لتقييم الأسبوع الماضي من قبل معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، على الرغم من عدم وجود مؤشر على هجوم وشيك، يبقي القادة الروس الخيارات مفتوحة لهجوم محتمل ضد أوكرانيا من بيلاروسيا في شتاء عام 2023.
