نعيش في زمن السرعات والصرعات، زمن (النفخ) و(الشفط) والتلاعب مع جغرافية الأجساد، زمن تسود سمة السرعة فيه على أغلب مناحي الحياة صحيًّا، أسريًّا، اقتصاديًّا، (مزاجيًّا)، والأمثلة كثيرة، ولكن سأخصص الأسطر التالية حول ظاهرة السمنة، وما نتج عنها من (بزنس) على عيادات التكميم!
فمع سرعة تحوُّل الأجساد إلى كتل من اللحوم (سمنة)؛ نتيجة لكثرة المطاعم ذات الوجبات المُشبَعة بالسعرات الحرارية الغالية في سعرها، والدمار في سعراتها، والجلوس لساعات طويلة مع الألعاب الإلكترونية أمام الشاشات، وما يسببه هذا السلوك من قلة في الحركة، وزاد الطين بلة، كما يقال، تزايد تطبيقات التوصيل، فكان لابد من إيجاد حلول سريعة في الاتجاه المعاكس، وتتماشى مع سرعة الزيادة في الوزن؛ للقضاء على السمنة عند (مقص) التكميم.
وكل ما سبق إحدى ضرائب التغيير في نمط الحياة، فبعد أن كانت الحياة صعبة، ولم يتوافر فيها من أساليب الرفاهية شيء، الناس في الماضي لا يملكون الوقت ولا المال حتى يبحثوا عن الترف؛ لأنهم انشغلوا بالبحث عن لقمة العيش، وبعد أن توافرت المادة، وتحوَّلت الصعوبة في الحياة إلى رخاء، بفضل من الله، ونتيجة طبيعية مع شعب مترف يبالغ في الكماليات، بما في ذلك الإسراف في الأكل والشرب مقابل قلة في المجهود.
ومع ازدياد حالة السمنة بين أفراد المجتمع من الجنسين، التي أصبحت شبه ظاهرة، وجدنا عيادات التكميم ذات الأسعار الغالية بالمرصاد، و(الحسَّابة بتحسب)!!
ومصائب قوم عند قوم فوائد فما هو (شر) ومرض عند مَن يعاني من السمنة يعتبر رافدًا اقتصاديًّا مربحًا عند أطباء التكميم!
وللمعلومية ربط المعدة ليس بالأمر الجديد، اسألوا الآباء والأجداد، ففي الماضي كانوا يربطون بطونهم، ولكن من الجوع، واليوم الربط أو ما يُعرف بالتكميم من الشبع!
فالمستشفيات والعيادات التي تقوم بعمليات التكميم تعددت وتنوَّعت في الأساليب، واختلفت التسعيرات مع تشابه المقصات، فبعض العيادات تقوم بعملية التكميم دون إقناع المريض بمحاولة اتباع نظام غذائي رياضي قبل عملية التكميم حتى تستنفد جميع الحلول، وتجرّب كل المحاولات، بحيث يصبح الحل النهائي في التكميم، فكما يقال آخر العلاج الكي، فليكن هذا المثل المماثل عند كل (سمين) آخر حل للتخفيف من التكميم!
وهذا ما تقوم به المستشفيات التابعة للشركات التي تجعل عملية التكميم آخر الخيارات، أعرف أحد الزملاء استغرقت خطوات ما قبل عملية تكميم ابنه عدة شهور، فقد أعطي الابن برنامج حمية، وبعد ذلك مواعيد مع قسم التغذية والعيادة النفسية، وأخيرًا تبدأ مرحلة التحاليل ثم العملية!
ومع وجود الاختلاف في الخطوات والتفاوت في التسعيرات، نطالب وزارة الصحة بالتدخل لإيقاف عبث بعض وليس الكل ممن يتاجر بعمليات التكميم.
وأختم بكم بسؤال لكل مَن عمل عملية تكميم، كم كانت المدة الزمنية من أول زيارة حتى يوم العملية؟ وهل مررتم بنفس الخطوات السابقة؟!
وسؤال لوزارة الصحة: هل لديكم إحصائية بعدد عمليات التكميم مع نسبة مَن نجح ومَن عاد؟!
Saleh_hunaitem@