في اليوم السابع والتسعين للانتفاضة الشعبية دعا عشرات المسؤولين الأمميين وخبراء حقوق الإنسان، وحائزون على جائزة نوبل، في رسالة مفتوحة، أمس الأربعاء، قادة العالم إلى تصعيد الضغط على نظام الملالي وإنقاذ الشعب الإيراني من آلتيّ القمع والقتل اللتين يواجههما منذ سبتمبر الماضي.
ضغط دولي
أكثر من 230 من مسؤولي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين، والقضاة، وخبراء حقوق الإنسان، والحائزين على جائزة نوبل، والمنظمات غير الحكومية طالبوا قادة العالم بتصعيد الضغط على النظام لوقف إعدام المتظاهرين.
وشددوا بضرورة فرض عقوبات على قادة نظام الملالي الإرهابي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وطرد سفرائه وإدراج الحرس الثوري بالقائمة السوداء.
وأرسلت الرسالة المفتوحة إلى قادة كندا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بعد إعدام سلطات النظام الأسبوع الماضي شابين، أحدهما علنًا، لمشاركتهما بالاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ 4 أشهر.
ثقافة «الإفلات»
ووقّع على الرسالة الرئيس السابق لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وثلاثة من مساعدي الأمين العام، و17 مقررًا خاصًّا سابقًا بالأمم المتحدة لحقوق الإنسان، و15 حائزًا على جائزة نوبل، وشخصيات مرموقة في مجال حقوق الإنسان.
ولفتوا في رسالتهم إلى أن عقودا من الصمت الواضح وعدم اتخاذ أي إجراء من قبل المجتمع الدولي ساعدت على تغذية ثقافة الإفلات من العقاب في إيران.
وقالت الرسالة: «اليوم، بينما يواصل الشباب الإيراني الشجاع احتجاجاتهم الجريئة لإنهاء عقود من الاستبداد، من الضروري أن تتصرف الدول الديمقراطية الرائدة في العالم بشكل عاجل لمنع السلطات في محاولاتها لقمع الاحتجاجات المستمرة من خلال استخدام عقوبة الإعدام في انتهاك من القانون الدولي».
محاسبة النظام
الموقّعون حثوا قادة العالم «على محاسبة قيادة نظام إيران على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وعن أعمال من بينها قتل الأطفال وشنق المتظاهرين علنًا، واستخدام جميع الوسائل المتاحة دوليًّا لتقديمهم إلى العدالة».
كما اقترحوا «إنشاء آلية مشتركة لتحديد وفرض عقوبات مشتركة بسرعة ضد العقول الفردية المدبّرة ومرتكبي حملة القمع المستمرة ضد المتظاهرين».
وقالوا أيضًا: «نرجو من دولكم النظر في فرض عقوبات اقتصادية أكثر استهدافًا من شأنها أن تساعد في قطع الأموال عن آلية القمع التي تمارسها الدولة، لا سيما القائمة السوداء للحرس الثوري (IRGC) والكيانات التابعة له التي تقود الحملة».
وختموا رسالتهم قائلين: «أخيرًا، نطلب، عند الاقتضاء، بأن تقوم دولكم بتقليل العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية إيران، بما في ذلك عن طريق سحب سفرائكم وطرد ممثلي ما هو في الواقع حكومة قاتلة».
750 قتيلًا
وفي السياق أعلنت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قتل النظام ما لا يقل عن 750 محتجًا، وأكدت خروج احتجاجات في 280 مدينة في جميع أنحاء البلاد خلال الـ95 يومًا الماضية.
ويصادف، أمس الأربعاء، انتهاء مبادرة لمدة ثلاثة أيام من الإضرابات والاحتجاجات الكبرى التي تمتد عبر إيران بتنسيق من لجان شباب الأحياء ووحدات المقاومة في الداخل.
وفي سنندج، غرب إيران، أغلقت جميع المحلات التجارية في «شهرك صنعتي» - المدينة الصناعية - وفي كامياران، غربي إيران أيضًا، أضرب السكان عن العمل كحال بقية المرافق كالأسواق والمحال التجارية والخدمية.
وشهدت طهران إضراب الطلاب المقيمين والأطباء في مستشفى «الرسول أكرم» مع تنظيمهم مسيرات احتجاجية.