DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ضد مَن؟.. كيف ولماذا تضاعف اليابان قوتها العسكرية؟

ضد مَن؟.. كيف ولماذا تضاعف اليابان قوتها العسكرية؟
ضد مَن؟.. كيف ولماذا تضاعف اليابان قوتها العسكرية؟
رئيس الوزراء الياباني يعد بزيادة الحصة المخصصة للأمن القومي - رويترز
ضد مَن؟.. كيف ولماذا تضاعف اليابان قوتها العسكرية؟
رئيس الوزراء الياباني يعد بزيادة الحصة المخصصة للأمن القومي - رويترز

تنطوي استراتيجية الأمن القومي الجديدة لليابان وخطط الدفاع ذات الصلة، على دلالة بأنه سوف تكون هناك جهود تحديث عسكرية كبيرة في مواجهة التهديدات في شمال شرق آسيا، خاصة الصين.

التوسع الأكثر طموحًا

تقول الكاتبة شيلا سميث، الباحثة المتخصصة في الدراسات اليابانية بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن حكومة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وافقت في منتصف ديسمبر على التوسع الأكثر طموحًا وسرعة للقوة العسكرية في اليابان، منذ إنشاء قوات الدفاع الذاتي في البلاد في عام 1954 .

والهدف ذو شقين هما: تعزيز قدرة اليابان على ردع العدوان وضمان استعداد قوات الدفاع الذاتي للقتال في حالة اندلاع صراع.

ووعد كيشيدا بزيادة حصة الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للأمن القومي إلى 2%، ارتفاعًا من الحد الأقصى التقليدي البالغ 1% في العقود الأربعة الماضية.

استراتيجية الأمن القومي

جرى الإعلان عن 3 وثائق ستوجه توسع الجيش، تتعلق الأولى باستراتيجية الأمن القومي الجديدة، وتعرض تقييم طوكيو للتهديدات المصطفة ضدها، وتحدد الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية التي ستستخدمها لمعالجتها.

الاستراتيجية، وهي الثانية فقط في تاريخ اليابان بعد الحرب، تشير إلى الصين وكوريا الشمالية وروسيا كمصدر قلق خاص.

خطة الدفاع الوطني

الوثيقة الثانية وهي عن خطة الدفاع الوطني العشرية وتحدد التحسينات العسكرية المطلوبة لقوات الدفاع الذاتي للقيام بعملها.

وقائمة التحسينات الدفاعية شاملة، إذ تدعو الخطة إلى قيادة عملياتية متكاملة جديدة للقوات الثلاث لقوات الدفاع الذاتي، وقدرات فضائية وسيبرانية موسعة، واكتساب قدرات هجومية بعيدة المدى.

أولويات تنفيذ خطة الدفاع

وتحدد الوثيقة الثالثة، وهي خطة مشتريات مدتها 5 سنوات، أولويات تنفيذ خطة الدفاع.

وسيجري إنفاق ما يقدر بنحو 320 مليار دولار في هذه الفترة الأولية، التي تبدأ في السنة المالية المقبلة وتستمر حتى عام 2027 .

وتقول سميث إن أبرز جوانب الاستراتيجية الأمنية الجديدة لليابان تتمثل في عدة نقاط: أولًا، والأكثر وضوحًا، هو إدخال خيار الضربة التقليدية بعيدة المدى، فمنذ عدة سنوات ، تعمل اليابان على تطوير ما تسميه قدرتها على "المواجهة"، أو القدرة على الرد على التهديدات في البحر والمجال الجوي المحيط بالأرخبيل الياباني.

توضح: الصواريخ التي استخدمتها للدفاعات الساحلية لها مدى محدود، حوالي 200 كيلومتر، لكن صواريخ جو-جو الجديدة المشتراة من النرويج سيكون مداها أكثر من 480 كيلومترًا.

ضرب أهداف في عمق آسيا

ستتطلع اليابان الآن إلى إدخال صواريخ يبلغ مداها 1610 كيلومترات. ومن المحتمل أن تكون هذه صواريخ كروز "توماهوك" أمريكية الصنع حتى تتمكن اليابان من بناء صواريخ جديدة بمفردها.

وستسمح القدرات الجديدة لليابان بضرب أهداف في عمق آسيا القارية، وتهدف إلى جعل المعتدين المحتملين يعيدون التفكير قبل مهاجمة اليابان.

وتؤكد الاستراتيجية الجديدة أيضًا على تطوير التكنولوجيا المحلية في اليابان.

الاستثمار في تطوير الأسلحة

وستشمل حصة الميزانية الوطنية الممنوحة للابتكار لأول مرة التقنيات اللازمة لدفاعات البلاد، وستكون المنافسة الاستراتيجية أحد محركات الاستثمار الوطني في البحث والتطوير.

وستتطلع وزارة الدفاع أيضًا إلى دعم زيادة الاستثمار في تطوير الأسلحة، سواء في الإنتاج المحلي أو من خلال الاتحادات الدولية. وسيكون تطوير الصواريخ أولوية.

وأخيرا، أولى مخططو الدفاع اهتمامًا جديًا لقدرة قوات الدفاع الذاتي على القتال كقوة متماسكة والحفاظ على العمليات على مدار أزمة أو صراع.

وتشمل الأولويات تطوير التخطيط التشغيلي المتكامل، بما في ذلك قيادة مشتركة جديدة، والاستثمار في قدرة القوات على الصمود، إذ أن جعل المطارات والموانئ المدنية في متناول قوات الدفاع الذاتي، بما في ذلك أحدث منصاتها مثل الطائرة المقاتلة "إف 35" وكذلك المدمرات، سيقطع شوطًا طويلًا لضمان الاستعداد.

الإمدادات الحيوية

كما غرست الحرب في أوكرانيا إحساسًا بالإلحاح في اليابان عندما يتعلق الأمر بتأمين المتطلبات اللوجستية الأساسية مثل الوقود والذخيرة وغيرها من الإمدادات الحيوية.

وتتساءل سميث لماذا تجري اليابان هذه التغييرات؟ وتقول إن هذه القفزة في تسليح قوات الدفاع الذاتي هي نتاج عدة عوامل، أكثرها وضوحًا هو الوجود المتزايد للجيوش الأجنبية في اليابان وحولها.

وتعبر الصواريخ الكورية الشمالية المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان وأراضيها بشكل متكرر ودون سابق إنذار.

ويعمل الجيش الصيني بانتظام بالقرب من المياه والمجال الجوي الياباني.

ويجتذب النزاع الإقليمي بين اليابان والصين حول جزر سينكاكو/ دياويو في بحر الصين الشرقي قدرًا كبيرًا من اهتمام خفر السواحل واهتمام الجيش.

التغير التكنولوجي بين الجيوش

تزايدت التهديدات الواضحة منذ نهاية الحرب الباردة، ولطالما دافع مخططو الدفاع عن العديد من التحسينات الواردة في الخطة الجديدة.

وفي الوقت نفسه، تتسارع وتيرة التغير التكنولوجي بين الجيوش في المنطقة، وتراجعت اليابان عن الركب.

والواقع أن ترسانات الصواريخ المتنامية في شمال شرق آسيا، والتي أصبحت الآن أسرع وأكثر دقة ويصعب اكتشافها، كانت سببًا في تعميق شعور اليابان بالضعف.

وأكدت طوكيو لبعض الوقت على الدفاعات الصاروخية الباليستية للتعامل مع هذا الانتشار، لكن الكمية الهائلة من الصواريخ في المنطقة تجعل من غير الواقعي الاعتماد على تلك الدفاعات وحدها.

علاوة على ذلك، أدت تقنية صواريخ الهايبرسونيك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت إلى تفاقم الوضع من خلال جعل الصواريخ القادمة غير قابلة للكشف فعليًا إلا بعد فوات الأوان.

قدرات الصين

كما تهدد القدرات غير المتماثلة الجديدة التي طورتها الصين بتقويض قدرة الولايات المتحدة على مساعدة اليابان.

وترى سميث أن التغيير قادم بسرعة وقوة في جميع أنحاء العالم. وتبدو المنطقة، بل العالم، أكثر تهديدا للشعب الياباني. والرسالة التي يجري إرسالها من طوكيو هي أن اليابان سوف تستعد للتحرك، والتصرف دون تردد، إذا احتاجت إلى الدفاع عن نفسها.