أكد مختصون لـ «اليوم» أن التعرض للحرارة والضغوطات النفسية الحادة، والعدوى الفيروسية، والتغيّر في الهرمونات، من العوامل التي تؤدي إلى تحفيز وحدوث نوبة التصلب اللويحي، وذلك وفقًا لأحدث الدراسات العلمية، موضحين أن زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم قد يكون خيارًا علاجيًا مفيدًا للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد المنتكس.
حرارة عالية
وقالت طبيبة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر د. نور المحيش: إن التعرض للحرارة، مثل السباحة في مغطس ماء ساخن، والتعرض لأشعة الشمس الحارة، والضغوطات النفسية الحادة، والعدوى الفيروسية، والتغيّر في الهرمونات، جميعها عوامل تؤدي إلى تحفيز وحدوث نوبة التصلب اللويحي.
مرض مناعي
وأوضحت أن التصلب اللويحي مرض مناعي يفقد الأعصاب المادة المغلفة الحامية لها، والتي تسمى مادة المايلين، ويصيب عدة أماكن في الجهاز العصبي المركزي، وينتج عنه ضعف في وظائف المريض، مضيفةً: كشفت دراسة أجريت مؤخرًا في المملكة، أن من بين 100 ألف شخص في المملكة، هناك 30 - 40 مصابًا.
أنواع متعددة
وأكملت انه لا يوجد سبب واضح للإصابة، لكن عدة دراسات أرجعتها لعدة أسباب، منها العامل الوراثي، وعوامل بيئية، والتدخين، وبعض الفيروسات مثل فيروس EBV، لافتًا إلى أن المرض له عدة أنواع، من أشهرها التصلب العصبي «المتعدد الانتكاسي»، ويمثل 80% من الحالات، أما الثاني فهو «المتقدم الثانوي»، بنسبة 30% تقريبًا، ويحدث غالبًا بعد سنوات من المرض، في حين أن الثالث هو «المتقدم الأولي»، ويحدث بنسبة 5 - 15%، والرابع «المتقدم»، ونسبته أقل من 10%.
مضاعفات التصلب اللويحي
#اليوم_العالمي#مرض#صحة#وقاية#توعية pic.twitter.com/R7HkAYhIcJ— وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) May 28, 2015
ضبابية الرؤية
وبيّنت أن أعراض هجمة التصلب اللويحي قد تظهر على شكل التهاب في عصب العين، ينتج عنه غباشة أو ضبابية في الرؤية، بالإضافة لألم مع حركة العين بشكل مفاجئ، وازدواجية في الرؤية، وضعف في أحد أطراف الجسم، ووخز أو خدر في أحد أطراف الجسم، ولعثمة في اللسان، وفقدان القدرة على التحكم بالتبول والتبرز، ومشاكل في الاتزان أثناء المشي، وألم مشابه للكهرباء يمتد من الرقبة إلى أسفل الظهر.
زيارة الطوارئ
وتابعت: التعامل مع هجمة التصلب اللويحي يكون بزيارة الطوارئ؛ لتقييم الحالة من قِبل فريق المخ والأعصاب، وقد يتم البدء بإعطاء حقن الكورتيزون على مدة تتراوح بين 3 - 5 أيام، وقد يتم اللجوء إلى استبدال بلازما الدم في الحالات الشديدة.
الخلايا الجذعية
من جهته، قال استشاري المخ والأعصاب والمتخصص في أمراض الأعصاب الطرفية وأمراض العضلات د. ماجد العبدلي: اكتسبت عملية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم للتصلب المتعدد، اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من توافر العديد من العلاجات المعدّلة للمرض المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
توصيات علاجية
وأضاف: بعض المرضى لا يستجيبون بشكل كافٍ، وقد يعاني آخرون من مرض عدواني مبكر جدًا، ما يدفع إلى النظر في علاج بديل وفعّال للغاية وطويل الأمد، واستعرضت اللجنة الاستشارية الطبية الوطنية للجمعية الوطنية للتصلب المتعدد المؤلفات الحديثة حول زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم ذاتيًّا، لغرض تقديم توصيات حول استخدامها بناءً على المعرفة الحالية، بالإضافة إلى الإشارة إلى مجالات الجدل والقضايا التي تتطلب المزيد من البحث.
"تحذير"
الخلايا الجذعية إجراء طبي عالي المخاطر، يتم تحت إشراف طبي مشدد.
ندعو الجميع إلى أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات. pic.twitter.com/BQYqsZvtg1— وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) June 6, 2021
خيار مفيد
وأكد أن الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد تعتقد أن عملية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم قد تكون خيارًا علاجيًا مفيدًا للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد المنتكس والذي يُظهر نشاطًا مرضيًا كبيرًا «أي التهاب عصبي مركزي جديد، أو الانتكاسات السريرية»، على الرغم من وجود العلاجات الحالية التي تعمل بكفاءة عالية كعلاجات تعديل مسار المرض أو العلاجات التي تثبط نوع خلايا «ب» المناعية.
استيفاء الشروط
واختتم: من المحتمل أن يكون أفضل المرشحين لذلك، أشخاصًا تقل أعمارهم عن 50 عامًا، مع فترات أقصر للمرض «أقل من 10 سنوات» في حال استيفاء الشروط بعد توصية الطبيب المعالج، على أن يكون الإجراء فقط في المراكز ذات المستوى الكبير والخبرة الفنية.
