يرافق فصل الشتاء مزيجًا من الكسل مع رغبة في تدفئة الجسد باستهلاك مشروبات ساخنة، ولتحقيق الأمرين نلجأ أحيانًا إلى ملء الوعاء الذي نغلي الماء فيه لعمل مشروبنا المفضل بقدر أكبر مما نحتاجه لكوب واحد، ونٌبقى الفائض من الماء لمرة أخرى قريبة بدلًا عن إعادة ملء وعاء الغلي، توفيرًا للوقت والجهد.
لكن، ربما لا تعلم أن إعادة غلي الماء يضر بصحتنا، ويتسبب في مشكلات تصل حد الخطورة.
عناصر مفقودة ورواسب خطرة..أضرار إعادة غلي الماء
تتغير حالة الماء مع كل مرة يتعرض فيها للنار، فغلي الماء مرة واحدة كفيل بتبخير جزء منه وإطلاق بعض الغازات المهمة الموجودة به، وهو ما يؤدي بدوره لتركيز بعض الشوائب إضافة لنقص العناصر المهمة من السائل مثل الكالسيوم والمغنيسيوم.
لكن مكمن الخطورة ليس هنا، فبحسب مال أورده موقع "دويتشة فيلة" فإن الماء يبقى صالحًا للاستهلاك حتى بعد تسخينه أكثر من مرة، هذا في حال إهمال العوامل الأخرى، وبالطبع لا يمكن إهمالها.
تلك العوامل هي القدح الذي يغلى فيه الماء، فالاحتكاك المستمر لنفس السائل أكثر من مرة مع جدران الوعاء يؤدي إلى تشبعه ببعض العناصر الضارة بالصحة.
إعادة غلي الماء لا يضر بشرط
يقول الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث في مصر الدكتور هاني الناظر، إن إعادة غلي الماء لا يشكل خطورة على الصحة، طالما أضيف إليه كمية جديدة من نفس السائل.
والسبب في ذلك، بحسب الناظر، أن إضافة ماء جديد للبراد على ذلك الموجود فيه مسبقًا يحافظ على نسبة الأملاح والمعادن فيه بحدودها الطبيعية والآمنة، بخلاف ما لو سخن نفس الماء مرارًا، فهذا سيزيد تركيز شوائبه ومع تكرار العملية على مدى طويل فهذا سيضر بالكلى، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بفشل كلوي.
غلي الماء ينتج مشروبات عادمة
بعيدًا عن المثار بشأن الفوائد أو الأضرار الصحية لإعادة غلي الماء أكثر من مرة، فإن جانبًا آخر يرتبط بتلك الفعلة، ويهم أكثر أصحاب الذوق الرفيع في ما يأكلون ويشربون.
وتنقل صحيفة "التجلراف" عن ويليام جورمان، رئيس جمعية الشاي ببريطانيا، أنه من غير المفضل إعادة تدوير الماء المغلي بقصد استخدامه في عمل مشروبات دافئة مثل الشاي أو القهوة وغيرهما.
فتسخين الماء أكثر من مرة يزيل العناصر الغازية منه مثل الأكسجين والنيتروجين وهو ما يجعله فارغًا من الطعم وعادمًا إلى حد كبير، وقد يناسب في تلك الحالة من يريد أن يشرب لغرض غير الاستمتاع والتذوق.
وإن كان لا بد من استعمال نفس الماء، فيمكن للشخض استخدام المايكرويف فهذا أضمن لبقاء النكهة مركزة كما هي، لكن لا تفكر في استخدام الموقد أو وضع البراد على النار.
