أعلن مسؤول صحة صيني أن بكين تتوقع ذروة إصابات بفيروس كورونا "كوفيد-19" في غضون أسبوع، في حين تتوقع السلطات مزيدًا من الضغط على النظام الصحي بالبلاد على الرغم من أنها تقلل كثيرًا من شدة المرض، وتواصل إعلان عدم تسجيل وفيات جديدة.
وفي مواجهة زيادة الإصابات وانتشار الاحتجاجات على الإغلاقات والفحوصات المرتبطة بسياسة صفر كوفيد، بدأت الصين التخلي عن هذه السياسة هذا الشهر، وأصبحت آخر بلد كبير يتحرك نحو التعايش مع الفيروس.
وسجلت الصين أقل من 4 آلاف إصابة محلية جديدة مصحوبة بأعراض في 22 ديسمبر الحالي، ولم ترصد أي وفيات جديدة بالمرض لليوم الثالث على التوالي، وقلصت السلطات معايير تحديد الوفيات الناتجة عن كوفيد-19، الأمر الذي أثار انتقادات الكثير من خبراء الأمراض.
وذكرت تقديرات للجنة الصحة الوطنية أن قرابة 37 مليونًا في الصين قد يصابون بالمرض خلال يوم واحد هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات مستشفى في شنغهاي، فإن نصف سكان المدينة البالغ عددهم 25 مليون نسمة قد يصابون بالمرض بحلول نهاية الأسبوع المقبل، ويقول خبراء إن الصين قد تواجه أكثر من مليون وفاة بفيروس كوفيد-19 في الأسبوع المقبل.
The head of the World Health Organization @WHO expressed concern over the evolving #Covid_19 situation in #China, saying the UN agency continued to receive increasing reports of severe continuous disease across the country.
Read more https://t.co/QMlb0vKaiB#COVID pic.twitter.com/xid2KwkDi9— UNIC Manama (@UNICManama) December 23, 2022
عدم استعداد النظام الصحي
أدى التغيير المفاجئ في السياسة الصينية إلى مباغتة النظام الصحي الهش، الذي لم يكن مستعدًا لذلك في وقت تتدافع فيه المستشفيات لتأمين أسرة وأكياس دم للمصابين بينما تتسابق الصيدليات لتوفير الأدوية وسط سعي السلطات الصينية الدؤوب لبناء عيادات.
وقال أكثر من12 من خبراء الصحة العالميين وعلماء الأوبئة والسكان المحليين والمحللين السياسيين، الذين استطلعت رويترز آراءهم إن فشل السلطات في تطعيم كبار السن وإيصال استراتيجية التغلب على كوفيد-19 للعامة إلى جانب التركيز المفرط على القضاء على الفيروس تسبب في ضغوط على البنية التحتية الطبية للصين.
وطورت الصين 9 لقاحات لفيروس كورونا محليا وحصلت كلها على الموافقة على الاستخدام بيد أنها أقل فعالية من اللقاحات الغربية الصنع، التي تستخدم تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال "إم آر إن أيه" الجديدة.
وأفاد متحدث باسم السفارة الألمانية في بكين لرويترز اليوم الجمعة بوصول شحنة تحتوي على 11500 جرعة من لقاح بيونتك، الذي يعتمد على تقنية "إم آر إن أيه" لتطعيم المواطنين الألمان في الصين في أقرب وقت ممكن.
غياب البيانات
لم تتلق منظمة الصحة العالمية أي بيانات من الصين حول الحالات الجديدة، التي دخلت المستشفيات بسبب فيروس كوفيد-19 منذ أن علَّقت بكين العمل بسياسة صفر-كوفيد، وقالت منظمة الصحة العالمية إن الثغرات في البيانات قد تكون ناتجة عن الصعوبة، التي تواجهها السلطات الصينية في إحصاء الحالات.
ووسط تصاعد الشكوك بشأن إحصاءات بكين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس إن جميع الدول، بما فيها الصين، يتعين عليها تبادل المعلومات بشأن تجاربها مع كوفيد-19.
ومع تفشي فيروس كورونا في الصين، بدأ السكان الذين خضعوا في السابق للعزل لفترات طويلة في تعلم سبل التعايش مع الفيروس.