أكد مختصون في "تجمع الشرقية الصحي" على ضرورة التوعية بأهمية التعاون مع الجهات، في الإبلاغ عن حالة الفساد الممكنة، وبينوا خلال ندوة «اليوم»، أن بعض الجمل السائدة قد تعد رشوة وفسادًا، وأن هناك بعض الأخطاء التي قد يقع فيها البعض عن جهل أو عدم دراية.
تقارير دورية.. ورفع «الرايات الحمراء»
ذكر رئيس المراجعة الداخلية في "تجمع الشرقية الصحي" فيصل البارودي، أن المراجعين الداخليين ينفذون مهام المراجعة، ويقومون بالعناية المهنية اللازمة خلال مزاولة أعمالهم، وممارسة الشك المهني، وتقصي الحالات التي يحتمل وقوع فساد بها، ويرفعون التقارير اللازمة للإدارات المعنية داخل التجمع؛ للتحقق اللازم من هذه الحالات، والتحقيق فيها إن لزم الأمر، ثم إحالتها إلى الجهات المعنية في حال ثبوت وجود حالات فساد.
وأضاف أن المراجعة الداخلية لتقييم النظام الرقابي، وتقييم الأهداف التي وضعتها المنشأة، وتقييم مدى إنجازها، مثل الإشكالات أو المعوقات أو التحديات التي تؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف أو تؤثر عليها، أو إلى وجود بعض الضوابط الرقابية التي تحتاج إلى تحسين وتطوير.
وفيما يتعلق بالفساد، فإن المراجع الداخلي يمارس الشكل المهني أثناء ممارسة عمله، بمعنى أنه يأخذ بعض المعطيات لبعض النقاط الرئيسية في أثناء العمل الميداني أو في المراجعة، ويتنبه لبعض النقاط الرئيسية، وما يسمى في أدبيات المراجعة الداخلية الرايات الحمراء «الرد فلاس»، وتعني الاهتمام بها، وخاصة ضعف النقاط الرقابية،
أو بعض العمليات التي قد تتضمن بعض الثغرات التي يمكن استغلالها ويتعامل معها بحسب ما يجب، فإذا كان هناك وجود شبهات أو أي إشكالات معينة يتقصى بشكل مناسب، حسب المعايير الدولية، وفي حال تنامت أو ثبوت هذه الراية الحمراء، تحال للجهات المختصة «الشؤون القانونية»، وإكمال اللازم من قبلهم، بوصفهم المسؤولين عن الأمور الداخلية.
السجن 10 سنوات وغرامة مليون ريال
أوضح الاستشاري القانوني في "تجمع الشرقية الصحي" عبد الله بادغيش، أن بعض المفكرين يظنون أن أبرز طرق مكافحة فساد هو إنشاء أجهزة حكومية مختصة أو جمعيات تعاونية فقط، وبعد مرور الزمن على إنشائها تبين أن من الطرق الفعالة في المكافحة هي الموظف نفسه، ولا يتحقق ذلك إلا عندما يعلم الموظف قيمته وأهميته، وأنه مهم في حركة تنمية المجتمع ومكافحة الفساد.
أكد أن الموظف يظن أن عمله كفرد بسيط لا قيمة له، وأن فساده لا يؤثر ولا يعتبر فسادًا من الأساس، كما يلقي مسؤولية الفساد على أجهزة معينة، وهنا يجب تثقيف الموظف بقيمته الحقيقية، وأن دوره مهم في مكافحة الفساد، وأنه عامل أساسي في جريان عجلة التنمية بشكل كبير.
مضيفا أنه أحيانا تكون هناك ممارسة خاطئة، كانت في نظر البعض مشروعة أو جائزة نظامًا وشرعًا، لكن الواقع غير ذلك، كعبارة «فلان يسلم عليك» أو «جايك من طرف فلان»، فهاتان العبارتان تحديدا في حال استجابة الموظف العام لهما، وكذلك الشخص المستفيد، تستوجب عقوبة 10 سنوات سجنًا وغرامة مليون ريال، أو إحدى العقوبتين؛ لأنه إن كانت العبارة جعلت هذا الموظف يقوم بالعمل بناء على هذه التوصية، أصبحت رشوة، واستحقها الموظف وقائل العبارة.
وقال إنه في حال وقوع اعتداء على ممارس، وأدى إلى منعه من عمله، يعد هذا الأمر أيضا رشوة، مبينا أن النظام ذكر أن أي فعل، يؤدي إلى منع الموظف من أداء عمله يعتبر رشوة، فإذا اعتديت على الممارس الذي يؤدي عمله، أو تلفظت عليه، أو قلت له كلاما يرعبه، وترتب عليه منعه من عمله يعد رشوة، ويعاقب الفاعل المتلفظ بالسجن عشر سنوات وغرامة مالية لا تتجاوز مليون ريال.
تعزيز الرقابة على الإيرادات والمصروفات والأصول
أكد رئيس المراقبة المالية في "تجمع الشرقية الصحي" أنور الرويلي، أن من ضمن المشاريع التي تبنتها الرقابة المالية، التحول إلى أساس الاستحقاق المحاسبي، وتطبيق معايير المحاسبة الدولية في القطاع العام، وهو ما يساعد على توفير معلومات مكتملة ودقيقة وملائمة التوقيت عن المركز المالي، ونتائج الأنشطة والتدفقات النقدية للجهات، وتعزيز الرقابة على الإيرادات والمصروفات والأصول والالتزامات، وتطوير الأداء المالي ودعم اتخاذ القرارات.
وبين أن تطبيق المحاسبة المبنية على أساس الاستحقاق يستوجب تسجيل الإيرادات والمصروفات؛ استنادًا لتاريخ نشوء الحدث أو الدين، بصرف النظر عن التاريخ الذي تُحصل فيه فعليًا الإيرادات أو دفع المصروفات، وبالتالي القدرة على معرفة قيمة الأصول والالتزامات في أية لحظة خلال الفترة المحاسبية، وليس فقط عند الإقفال الدوري للحسابات.
وأضاف أن تسريع بعض المعاملات لتخفيف البيروقراطية على المعاملة، يعد خطأً لا بد من الحذر منه، ويجب على الموظف العلم أن المعاملة تأخذ الدورة المحاسبية الكاملة من التدقيق، وإعداد وصرف وحجز مالي، وهذه الإجراءات تكون دائما مسوغات خاصة، وفقد أي مسوغ من مسوغات الصرف سيحدث خللا بالمعاملة.
وأشار إلى أهمية تدريب الموظفين وتطويرهم على أنظمة جديدة، والتثقيف بالرقابة الذاتية، وأن أي خطأ يفعله الموظف ينعكس على المستفيد والمجتمع وثقافته، ومدى التقدم الذي وصلنا له الآن، من أرقام متقدمة يجب الحفاظ عليها وتطويرها.
نشر ثقافة النزاهة عبر المنصات الإلكترونية
قال المدير التنفيذي للتواصل المؤسسي في "تجمع الشرقية الصحي" ظافر الشهراني، إن الجهود التي قدمتها الحكومة، عبر إيجاد منصات إلكترونية وأتمتة، وتوحيد إجراءات وعمليات المشتريات الحكومية، وإنشاء نظام قياسي موحد، سيؤدي لتحديث إجراءات ونماذج العمل لتعزيز فاعلية عمليات الشراء والتعاقد، في ظل نظام المنافسات والمشتريات الحكومية، وذلك لرفع مستوى الأداء والجودة وتحسين العمليات، والذي سيؤدي إلى تعزيز أنظمة الرقابة والتدقيق على عمليات الشراء، وهنا يأتي دور التواصل المؤسسي لدعم الجهود في نشر ثقافة النزاهة، وتعزيز الوعي بأهمية اتباع الأنظمة، عبر رسائل اتصالية، عبر وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي عالية التأثير.
الوقوف بحزم وصرامة
قال المراقب المالي حسين الأبيض، من أهم أدوار الرقابة الداخلية هو التأكد من السياسات والإجراءات والوسائل الكفيلة بالتحقق من سلامة العمليات المالية ذات الأثر على الميزانية، والتأكد عن مدى التزام الإدارة المالية بالأنظمة واللوائح والأدلة والتعليمات ذات الصلة، ونوه إلى مبادرة الرقابة الذاتية التي أطلقتها وزارة المالية، لمواكبة أحدث الممارسات العالمية في أساليب الرقابة المالية، والاستفادة من التطور التقني الذي تشهده المملكة، وخلق مزيج رقابي مرن يتكون من: الرقابة المباشرة، والرقابة الذاتية، والرقابة الرقمية والتقنية، ورقابة التقارير؛ ليُطبق على الجهات الحكومية بحسب مستوى الكفاءة الرقابية للجهة، بما يسهم ذلك في رفع الكفاءة الرقابية بالقطاع الحكومي، وزيادة الوعي بالرقابة المالية للأطراف ذات العلاقة، وتعزيز المسؤولية الرقابية للجهات الحكومية.
رقابة داخلية والتأكد من سلامة العمليات المالية
شدد المدير التنفيذي للمتابعة بتجمع الشرقية الصحي عبد الله الزهراني، على أهمية الوقوف بحزم تجاه الفساد بكافة أشكاله وصوره؛ كونه يؤدي إلى تعطل التنمية، ويقضي على موارد الدولة والفرص المستقبلية، ويؤخر عجلة التنمية والتطور.