وزير خارجية ما تسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران حديث العهد نسبياً في منصبه كوزير ولوزارة مهمة مثل الخارجية، ومن العجيب أنه يقال بأن الرجل قادم من رحم الحياة الأكاديمية، ولكن لم تظهر عليه سمات الأكاديمي، ولا سمات وزير لجهاز مهم نظرياً وعملياً هو جهاز صناعة السياسة الخارجية.
الرجل تسلم منصبه في العام 2021 قبل مؤتمر بغداد الأول للتعاون والشراكة الذي عقد حينها في 28 أغسطس 2021 حيث كان تنصيب ما يسمى بالرئيس الإيراني الحالي في الخامس من الشهر ذاته. المفيد أن مشاركة عبداللهيان في مؤتمر بغداد الأول كان أول نشاط دبلوماسي يمارسه، وفي ذلك المؤتمر ظهر الرجل بمظهر الوزير «البجح»، ومن المفيد بيان أن كلمة بجح تعني في اللغة العربية الشخص الذي يتكبر ويتباهى في صلف وادعاء. وأقول إن الرجل في ذلك اللقاء اقترف عدة أخطاء لا تليق بوزير، ولا تليق بدبلوماسي، ولا تليق بضيف، في النسخة الأولى من المؤتمر ادعى وهو غير صادق بأنه التقى بوزير الخارجية السعودي وهو غير صادق، الشيء الآخر أنه في كلمته في المؤتمر تجاوز حدود الضيافة عندما راح يؤنب الجانب العراقي على عدم دعوة بشار الأسد لحضور القمة، وزاد على ذلك كله أن اقترف مخالفة بروتوكولية لا يقع فيها دبلوماسي مبتدئ عندما رفض الوقوف في المكان المخصص له في وقت أخذ الصور التذكارية في نهاية اللقاء، وقفز إلى الصف الأول حيث رؤساء الدول ونوابهم.
ثالثة الأثافي اقترفها الوزير البجح وهو في طريقه إلى عمان لحضور النسخة الثانية من المؤتمر حيث أطلق تصريحاً يؤكد بجاحته وافتقاره إلى الكثير من الكياسة والمرونة لدى الدبلوماسي المحترف. ونقلت عنه وكالات الأنباء قوله إنْه يذهب إلى عمان للقاء حواشي أو أتباع إيران في الخليج الفارسي. وزاد على ذلك أن ذكر في كلمته التي مزج فيها بين استخدام لغته الفارسية ولغة عربية بلكنة أعجمية أن بلاده التي دمرت العراق وسوريا وأفقرت لبنان واليمن هي من تحمي هذه الدول، وزاد في تبجحه بأن بلاده من خلصت هذه الدول من خطر داعش! وذهب إلى ما هو أكثر من ذلك عندما زايد على الدور العربي في المسألة الفلسطينية وأحرج الأردن البلد المضيف بذكر بلد موقعة اتفاقية سلام معها وبينها وبين الأردن علاقات طبيعية بصورة مستفزة. وأثار امتعاض كل العرب عندما مجد المقبورين قاسم سليمان ورجل الميليشيا العراقي المهندس وكلامها ضالع بشكل مكشوف في قتل أطفال العراق وسوريا.
ونقلت مصادر أردنية جملة أخرى تتعلق بالرجل أهمها أنه آخر من أعطى الكلمة من وزراء الخارجية، وقيل إن استقباله تم على مستوى متدن من قبل الجانب الأردني بناء على التصريحات المستفزة والبجحة التي أطلقها وهو في طريقه إلى عمان، وأكدت بعض المصادر أنه تم تحذيره بالتزام مكانه في وقت أخذ الصور التذكارية في الصف الثاني وليس الأول لأنه اعترض على كون وزير الخارجية السعودي دعي من قبل الملك عبدالله للوقوف مع من وقفوا في المقدمة. مؤتمر بغداد في نسختيه يقوم على فلسفة دعم العراق وتعزيز جوانب الشراكة في المشروعات التنموية بين دول المنطقة، مما يعني أنه نشاط عربي في الأساس أرى أن حضور إيران لمثل هذا الشأن خطأ جسيم، فالذهنية الإيرانية البجحة تبني على حضورها هذا لما هو أهم في المستقبل، والله أعلم.
salemalyami@