يمرّ بعضنا أحيانًا بمرحلة ينسى فيها كثيرًا من الأشياء، ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بنوبات فقدان الذاكرة، ويجعل الإنسان يشعر بالإحباط والخوف، ويبدأ التفكير في أدوية وعلاجات ما قبل الإصابة بمرض ألزهايمر.
هفوات الذاكرة تعود لأسباب كثيرة، منها الأدوية، وسوء التغذية، أو أسباب فسيولوجية، أو عاطفية أو نفسية قد يمر بها الشخص في وقت ما.
في ما يلي نتطرق إلى عادات سهلة وبسيطة يمكن الاعتماد عليها لتحسين وتقوية الذاكرة، بعضها يمكن تنفيذه بشكل يومي:
• المشي للخلف عبر الزمن
باحثون في جامعة روهامبتون الإنجليزية، أجروا عددًا من التجارب لتحديد ما إذا كان المشي للخلف (تذكّر الأشياء الماضية) يمكن أن يؤدّي إلى تذكر الأشياء أم لا، بالفعل نجحت التجارب جميعها.
وأظهرت النتائج أن السفر عبر الزمن الذهني والموجّه في الماضي قد يحسّن أداء الذاكرة لأنواع مختلفة من المعلومات، وبعد نجاح التجربة جرى إطلاق اسم "تأثير السفر عبر الزمن" على التجارب.
• الصيام المتقطع يحفظ الذاكرة
الصيام المتقطع يعزّز من الاحتفاظ بذاكرة قوية لمدى زمني طويل، وهو ما أثبتته الدراسات والأبحاث.
وبيَّنت دراسة أجرتها جامعة كينجز كوليدج في لندن، على فئران المختبر، أن الأشخاص الذين خضعوا لنظام الصيام المتقطع احتفظوا بالذاكرة على المدى الطويل، مقارنة بمجموعتين أخريين من الفئران جرى إطعامها مثل كل يوم، أو حتى وفقًا لنظام الوجبات الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية.
• الكلمات المتقاطعة تعالج الذاكرة
حلّ الكلمات المتقطعة أمر يعتبره بعض الناس جزءًا من التسلية وقضاء وقت الفراغ، لكن أثبتت الأبحاث والدراسات أنها أحد الأسباب المهمة في تقوية ذاكرة الشخص، إذا ما مارسها بشكل مستمر.
وكشف البروفيسور دافانغير ديفاناند، أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب بجامعة كولومبيا، وزميله مورالي دوريسوامي، أستاذ الطب النفسي والطب في جامعة ديوك، إنهما درسا 107 متطوعين على مدار 78 أسبوعًا.
ووفق البحث الذي جرى نشره في دورية NEJM Evidence، أثبتت الدراسة أن الأشخاص الخاضعين لاختبار حلّ الكلمات المتقاطعة بانتظام، كان أداؤهم أفضل بكثير بخصوص فقدان الذاكرة من آخرين طُلب منهم قضاء قدر مماثل من الوقت في ممارسة ألعاب الفيديو.
• الفاكهة والخضراوات
العادات الغذائية الصحية ليست فقط لفقد الوزن أو الحفاظ على الصحة والمظهر الجمالي للجسد، وإنما لها تأثير جيد في الحفاظ على ذاكرة قوية.
تناول الخضراوات والفاكهة بشكل مستمر يساعد على تحسين خصائص الدماغ ويعزز من استذكار الأشياء دون مشكلات.
ودرس باحثون من كلية هارفارد للصحة العامة، عادات الغذاء على مدى عقدين، ووجدوا أن المشاركين الذين تناولوا مزيدًا من الخضروات الورقية والفاكهة، خاصة ذات اللون البرتقالي الداكن والأحمر، يمتلكون ذاكرة أفضل من أي وقت مضى.
• تحسين الإضاءة
تحسين الإضاءة وإبقاؤها مشعّة في المنزل أو العمل يساعد على التركيز، ويمنح قدرة أكبر على الاستذكار والتعلّم، بعكس الأشخاص الذين يجلسون في إضاءة خافتة قد يتعرضون لمشكلات في تذكّر الأشياء، إذ تساعد على الخمول والاسترخاء وتكون هناك صعوبة في استدعاء الأشياء.
وقد أجرى باحثون في جامعة ولاية ميشيغان، تجربة على فئران المختبر، بيَّنت فقدانهم نحو 30% من السعة في منطقة الحُصين، وهي منطقة دماغية مهمة للتعلم والذاكرة، وكان أداؤها سيئًا في مهمة مكانية تدربوا عليها سابقًا، بسبب وجودهم في مكان خفضت الإضاءة فيه.
ونصح الباحثون بتحسين الإضاءة في مكان العمل وفي المنزل للحفاظ على ذاكرة قوية.
• القراءة للمتعة
لم تعد القراءة مهمة أساسية لتحصيل المعارف فقط، بل أصبحت أداة قوية يمكن الاعتماد عليها في تطوير وتحسين الذاكرة، كما تساعد على بقاء ذهنك حاضرًا في أثناء المناقشات.
دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد بيكمان للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة بجامعة إلينوي، لمعرفة طرق أخرى لتحسين كفاءة الذاكرة وتطورها.
واكتشف الباحثون أن القراءة من أجل المتعة، بواقع 5 أيام في الأسبوع، نحو 90 دقيقة في كل مرّة، يمكن أن تسهم في تحسين كفاءة الذاكرة فترات طويلة، خاصة مع الاحتفاظ بتلك العادة.
• النوم الكافي أولوية
قلة النوم فترات طويلة تُفقد الشخص القدرة على التحكم في الأشياء، ومن بين تلك الأمور عدم التحكّم في الذاكرة بشكل جيد، إذ يصعب استعادة الأمور التي حدثت في وقت قريب مع استمرار النوم فترات أقصر من المعتاد.
وتوصَّل علماء وباحثون في معهد علم الأحياء الزمني والنوم بجامعة بنسلفانيا، إلى أن قلّة جودة النوم تؤدي إلى عجز في اليقظة والذاكرة العرضية، كما يفقد الشخص القدرة على استعادة الأشياء من الذاكرة إلا بصعوبة بالغة.
وأكَّد العلماء أن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الذاكرة في حالة يقظة هو جعل النوم أولوية.