تعاون علماء من مصر وفرنسا، وإنجلترا، لالتقاط صور افتراضية لجمجمة الملك رمسيس الثاني وقت وفاته، من خلال الذكاء الاصطناعي، في محاولة لإعادة بناء ملامحه وإظهار الوجه بشكل الكامل لأول مرة.
وتمكن العلماء بقيادة الدكتورة المصرية سحر سليم خبيرة أشعة المومياوات، عضو مشروع المومياء المصري بوزارة السياحة والآثار، من إعادة تصميم وتركيب وجه الملك رمسيس الثاني، ثالث فراعنة الأسرة الـ19، في سابقة لم تحدث من قبل.
أول عملية بناء وجه لمومياء أشهر الفراعنة
استمر فحص جمجمة الملك الفعلية طويلًا بالأشعة المقطعية للجمجمة، وقام العلماء بتصميم شكل الوجه، إذ جرى وضع العين والأنف والوجه طبقًا للنظام التشريحي للجمجة، وإضافة عضلات له، لتكتمل أول عملية بناء وجه لمومياء أشهر الفراعنة.
واعتمد الفريق العلمي على آلاف المقاطع والصور ثنائية وثلاثية الأبعاد للمومياء، والتي تم التقاطها عام 2009، إذ جرى فحص مومياء الملك رمسيس الثاني بالأشعة المقطعية لأول مرة ضمن مشروع كبير لفحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، وهو مشروع أنشأه عالم المصريات والآثار الكبير زاهي حواس، شاركت فيه الدكتور سحر سليم.
فحص 40 مومياء في 2009
وفحصت الأشعة المقطعية والتقنيات المتطورة، مومياء الملك رمسيس الثاني ونحو 40 مومياء ملكية أخرى.
وأعطت الصور والمقاطع معلومات كثيرة عن المومياء مثل العمر عند الوفاة، والحالة الصحية، وطريقة التحنيط وغيرها من المعلومات التي تم الإعلان عنها لأول مرة.
واستخدمت الدكتورة سحر سليم خبيرة أشعة المومياوات، عضو مشروع المومياء المصري بوزارة السياحة والآثار، تقنية فحص الأشعة المقطعية لمومياء الملك رمسيس الثاني في إعادة وجه الملك في أثناء حياته، وجرى إعداد مجسم إلكتروني ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك رمسيس الثاني.
الاستعانة بمتخصصة في علم الأجناس لبناء عضلات الوجه
وبعدها استعانت سليم بمتخصصة في علم الأجناس الشرعية من ليفربول في إنجلترا لمحاولة تركيب العضلات على المجسم الإلكتروني لوجه رمسيس الثاني وعمل تصور لوجه الملك وقت حياته وقد حدث.
واختبر العلماء لون البشرة والشعر ولون العين بناء على معطيات آثرية وعلمية عن المومياء، وأظهرت التقنية العلمية وجه الملك في عمر الـ40، وبالتدرج حتى بلوغه سن الـ90 حين وفاته.
علاج المومياء من الفطريات في فرنسا
كانت مومياء الملك رمسيس الثاني خضعت لدراسات علمية عديدة بمصر وفرنسا في في القرن الماضي، إذ سافرت مومياء الملك للعلاج من الفطريات في فرنسا بجواز سفر كتب فيه "ملك سابق" وجرى استقباله بتشريفة رسمية في المطار.
وحكم رمسيس الثاني مصر بين عامي 1212 و1279 قبل الميلاد، وترجع شهرته إلى ميله وحبه للتماثيل الضخمة التي كلف فناني وبنائي مصر بنحتها لتعيش وتحكي قصة ملك مصري خلد اسمه في التاريخ.