@Fahad_otaish
باستقراء واقع العلاقات الإنسانية في منظمات العمل بقطاعاته المختلفة نخلص إلى أن كثيرا من المديرين والعاملين لا يولون العلاقات الإنسانية في بيئة العمل الأهمية التي تستحقها، مما يعني عدم وعيهم بأهمية أبعادها الاجتماعية وأثرها على جودة الإنتاجية وحجمها، بل إن بعضهم ينظر إلى الموظف كأنه آلة للإنتاج ولا يدركون أنه إنسان قبل كل شيء تؤثر فيه العوامل النفسية والفسيولوجية، وأن ردة فعله على ما يؤثر في مشاعره حين يغضب وحين يتعب وحين يُسر وحين يُحبط يكون لها الأثر الكبير في أدائه ومستوى هذا الأداء وأنه يظل في جميع الأحوال كائنا اجتماعيا، ولا يمكن له أن ينفصل عن مجتمعه حتى في بيئة العمل، بل إن الخيار هو أن تمتد حياته الاجتماعية إلى بيئة العمل من خلال العلاقات الإنسانية التي ينبغي أن نحرص على توثيقها، مما يحتم على المستويات العليا من القيادات عدم الاقتصار على الاهتمام بالجوانب المادية للإنتاج فقط والانتباه إلى ما لهذه العلاقات من تأثيرات في مستوياته وحجمه، فكلما ارتفع مستوى رضا المستفيد الداخلي للمؤسسة وهم الموظفون والعاملون كانت المخرجات أفضل كما ونوعا وهو أمر في النهاية له نتائجه المادية التي تنعكس على نجاح المؤسسة وتحقيق الربحية أيضا، وعلى هذه القيادات أن تبدأ بنفسها في توثيق العلاقات الإنسانية مع المرؤوسين باستشعار اهتماماتهم واحتياجاتهم وحل مشاكلهم بعيدا عن المفاهيم الخاطئة التي تدفع إلى الاعتقاد أن ذلك يزيل الحواجز بين الرئيس والمرؤوس وقد يؤدي إلى التهاون في أداء الواجب ويضعف من سلطة الإدارة، وهي اعتقادات خاطئة سببها عدم التفريق بين العلاقات الإنسانية والعلاقات الشخصية فالعلاقات الإنسانية لا يجوز أبدا أن تقوم على المصالح الشخصية أو على حساب مصلحة العمل كما أن العلاقات الإنسانية تكون على موازاة مع الاهتمام التام بالعمل والمهام والواجبات دون مجاملة أو تهاون، بل إن الدراسات الإدارية خلص أكثرها إلى أن أسلوب العلاقات الإنسانية مدرسة لها أصولها والمبادئ التي تقوم عليها والتي تؤكد على زيادة الإنتاجية واستمرارها في المستويات التي يتطلبها نجاح المؤسسات وتحقيقها المستويات المستهدفة من المكاسب المادية والمعنوية. ومن السلوكيات التي تؤكد اهتمام الإدارات العليا بالعلاقات الإنسانية الاستماع والإنصات إلى العاملين واحترام مشاعرهم وتقدير جهودهم وتزويدهم بالمعلومات والمهارات التي تساعدهم على التطور كما يتطلب ذلك أيضا مشاركتهم مشاعرهم وحضور مناسباتهم الاجتماعية مما يزيد مستوى الأمان النفسي لديهم وينمي التعاون فيما بينهم وبينهم وبين الإدارات العليا من جهة أخرى وكذلك تحفيز قدراتهم الإبداعية الكامنة وبالمقابل فإن على المرؤوسين الحرص على العلاقات مع الرؤساء والعملاء والزملاء، وأن تكون المنافع متبادلة ولصالح الجميع ولصالح المؤسسة، كما أن عليهم النظر للأمور من الجوانب الإيجابية وليس السلبية لما لذلك من نتائج لا يُحمد عقباها.. والخلاصة أن الطرفين مسؤولان عن بناء العلاقات الإنسانية لأنهما شريكان في حصاد نتائجها.