في أحد اللقاءات التي حضرتها لفت نظري حديث إحدى الفتيات مع شاب من مجموعتها وتناديه بـ«صلوح»، فيما كان يبادلها التصغير حين يقصدها بالحديث بقوله «فنّو» ولعله تصغير أفنان! أعجبني هذا الانسجام بين الأخ وأخته وتمنيت أن أصادفها ولو مصادفة اللقافة! لعلني أحظى بدرس من الدروس الأسرية التربوية الجميلة، ومرت بجواري فقلت لها ما شاء الله: أنت وأخوكِ متطوعون هنا؟! قالت: لا! هذا زميلي، قلت صلوح زميلك! قالت نعم، ولعلني لم أستوعب، فقلت لعله جار قديم كنتما تلعبان سويا ! قالت: لا، تعرفت عليه من أسبوع!.
والحقيقة أن أبو الصلح «مكّيف» على «الدلع» المجاني الذي يتلقاه من بعض الزميلات، لأنه «زميل» والزميل «يمون» في عرف هذا الفريق! وعن موقف شبيه حدثتني إحدى الصديقات أنها سحبت ابنتها من أحد الأعمال عندما سمعت أحد الشباب يسأل زميلته عن غيابها وعن وضعها الصحي الخاص! بكل أريحية و«ميانة» فيما بادلته هي بالرد الناعم الصريح! ولعل بعض البنات فهمن البرستيج و«الكياتة» بشكل خاطئ، أو أنهن يعتقدن أن الحياة إما أبيض أو أسود، فإما أن «تكفخ» قليلي الأدب بأقرب جزمة - أعزكم الله - مع صوت مدوٍّ يقول: أنت تعرفني؟ راضعين مع بعض؟ أمك خالتي؟ أو أنها تقلب الزمالة إلى «ميانة» وتجعله يتمادى في غيه و(سماجته)! وإن كانت بعض الشخصيات تحتاج «مخمس» حتى تكف عن أسئلتها «غير اللائقة» والتي لا تصلح في الأحاديث بين الجنسين! فأحد الموظفين عندما علم عن مرض زميلته بمرض نسائي من المخجل الكشف عنه أصر أثناء مكالمته أن يعرف ما تعاني دون أن يكتفي بجمل عامة! تقول هذه الموظفة أحرجني بأسئلته! يسأل وكأنه أم محمد «الداية»! وليس الأستاذ فلان وهي تقصد أن تعمقه في الحديث عن الأحوال النسائية لا يصلح لرجل مع سيدة لا تربطه معها سوى علاقة الزمالة!
والحقيقة أن مجال الأعمال والوظائف والتطوع يحتاج بعض الخطوط الحمراء والألقاب اللازمة ليستمر بكل احترام ويكف أذى المؤذين وميانة الخائبين! وحتى لا تنقلب المكاتب إلى جلسات قهوة!
ميسّي:
قامت الأخبار ولم تقعد في قصة وصور الحب والغرام بين ميسيّ وزوجته وتفاصيل تلك العلاقة مع مقارنة بينه وبين الزوج العربي والسعودي و«ندم الحظ» كالعادة! ولكن القراءة الأخرى لتلك العلاقة تقول إن زوجة ميسي جاءت بأبنائها دون كم من الخادمات والمربيات وشنطة المساحيق! هي تلعب معهم وتحملهم، رافقته كأم وزوجة وليس كعارضة أزياء تنصلت من أمومتها وخدمتها.. زوجة ميسي صبرت على غيابه الطويل من أجل توفير حياة كريمة لها ولأبنائها، فيما بعض نسائنا عندما يعود بعد غياب ليرتاح تعامله معاملة المجرم وتصب عليه الأعمال المتراكمة صبًا وكأنه في عمله وغيابه «يتسدح ويتبطح»!! لذلك على كل من أعجبها رومانسية ميسّى! كوني كأنتونيلا!
@ghannia