يعتمد الاتحاد الأوربي على أمريكا في الحصول على الغاز المسال، انقطاع تدفقات الغاز الروسي إلى دول القارة العجوز، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لتحتل صدارة قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال عالميًا لأول مرة في عام 2022، وفقًا لإحصائيات "أوبك".
فبلغ إجمالي صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022 نحو 58.7 مليون طن، مقابل 51 مليون طن خلال المدّة المماثلة من عام 2021، بزيادة بنسبة 15.1% على أساس سنوي، وهذا على الرغم من تأثر الصادرات بسبب حادث محطة فريبورت في يونيو الماضي.
ولكن المؤشرات تقول أن هذا لن يستمر كثيرًا حيث ستواجه أمريكا العديد من العقبات خلال 2023، قد تجعل وتيرة النمو أبطأ مما كانت عليه سابقًا.
العواصف الشتوية
كست الثلوج مواقع الإنتاج الرئيسة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودفعت مستويات الحرارة المنخفضة إلى إغلاق الآبار، هذا هو الوضع الراهن في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما ضربت عاصفة شتوية أقاليم وولايات عدة.
حيث بلغ إنتاج الغاز الأميركي في أول أيام العاصفة 96 مليار قدم مكعبة، مقاببل 100 مليار قدم مكعبة في اليوم السابق، ويعتبر هذا أكبر انخفاض يومي منذ عاصفة فبراير الماضي، بعد العاصفة التي ضربت ولاية تكساس.
ولكن تشير التوقعات إلى أنه إذا استمرت العاصفة، سينخفض معدل الإنتاج إلى أدنى المستويات منذ الشتاء الماضي؛ بعدما وصل الطقس إلى حد التجمد، حيث وصلت درجات الحرارة لمستويات تقارب القطب الشمالي.
وأثارت اضطرابات الطقس المخاوف من مواجهة المواني والمنافذ نفس مصير حقول الغاز، ما قد يؤدي إلى سيناريو كارثي، بتراجع صادرات الغاز المسال، ما يزيد من حدة أزمة الوقود العالمية المتفاقمة بالفعل في بعض الدول.
يواجه أكثر من 90 مليون شخص هذا الطقس الشتوي السيء عبر 37 ولاية في #أمريكا #اليوم pic.twitter.com/LfUMKmgINM— صحيفة اليوم (@alyaum) December 23, 2022
أنابيب النقل
تفتقد أمريكا إلى وجود محطات جديدة لتصدير الغاز المسال، إضافة إلى نقص خطوط الأنابيب لنقل الغاز إلى الأسواق الرئيسة، بما في ذلك محطات التصدير في الخليج الأميركي.
ففي 2022، بلغ إجمالي إنتاج كلًا من الولايات المتحدة وكندا من الغاز الطبيعي، 116 مليار قدم مكعّبة يوميًا في عام 2022، وفقًا لبيانات الطاقة الأمريكية، حيث جاءت هذه الزيادات بسبب خروج الغاز المصاحب لإنتاج النفط في أماكن مثل حوض برميان في غرب تكساس وشرق نيو مكسيكو.
حيث زاد إنتاج الغاز الطبيعي في حوض هاينزفيل ولويزيانا وتكساس وحوض برميان بأكثر من 20% سنويًا على مدى السنوات الـ5 الماضية، وفي طريقه للارتفاع بنحو 10% في عام 2022، وفقًا للتوقعات الفيدرالية.
صادرات الغاز المسال
توقعت وكالة الطاقة الأمريكية ارتفاع إنتاج الغاز الطبيعي في أميركا إلى 100.4 مليار قدم مكعّبة يوميًا في عام 2023، بزيادة 2% عن مستوى 2022، ولكن هذا النمو المستمر مرتبط فقط ببناء المزيد من خطوط الأنابيب، خشية أن تصبح تلك الأحواض مقيدة مثل أبالاتشيا -أكبر منطقة للغاز الصخري في الولايات المتحدة - وأوهايو وويست فيرجينيا، ولهذا فإن نقص هذه الأنابيب قد يؤدي لتراجع النمو في الصادرات.
تشير التوقعات إلى أن عودة محطة فريبورت للغاز المسال في تكساس إلى الخدمة، بعد أن أُغلقت لعدّة أشهر منذ اندلاع حريق في يونيو، سيعمل على رفع صادرات أمريكا من الغاز، كما يتوقع أن تدخل محطتين جديدتين لتصدير الغاز الطبيعي المسال الخدمة في عام 2024.
وكان إجمالي صادرات الغاز المسال الأميركية قد تراجع خلال الربع الثاني 2022، ليسجل 19.5 مليون طن، بعد الحريق، كما استمرت الصادرات في التراجع خلال الربع الثالث من 2022، لتبلغ 18.8 مليون طن، إلا أنها ما زالت أعلى بنسبة 10.6% على أساس سنوي.