قال المختص النفسي ناصر الراشد إن حالة العقل البشرية تُسهم في ضبط تفكيرنا ومشاعرنا وسلوكنا الزواجي، وأن اكتشاف حالة العقل التي تظهر لدينا باستمرار، والسياق الذي تظهر فيه ضروري جدًا لكل زوج وزوجة، يتطلعان لعلاقة زوجية ناجحة.
وأضاف أنه لكي يتضح مفهوم حالة العقل، نأتي ببعض الأمثلة التي ترهق العلاقة الزوجية، وتسبب الإحباط والفتور والنفور والاستياء، منها الجزء السلبي في سلوك الطرف الآخر.
وأوضح أن بعض الأشخاص تكون حالة العقل لديه (التأهب للرد والنقد المستمر والزائد لكل شيء حوله)، وهذا يكون مصدر إرهاق للطرف الآخر، حيث لا يعجبه شيء، ويبحث عن الجزء السلبي في سلوك الطرف الآخر، والبعض تكون لديه حالة عقل (بأنه يرى نفسه أنه دائما على حق)، وهذه الحالة تنتج سلوك التسلط، وعدم القدرة على الاستماع للطرف الآخر.
وأشار الراشد إلى أن من أمثلة حالة العقل الضارة، التي تعيق الحيوية والتوافق الزواجي (المشروطة)، وفي هذه الحالة يتوقف الزوج أو الزوجة عن المبادرة في العلاقة الزوجية، حيث إن العطاء لديه مشروط بما يقدمه الطرف الآخر له، وربما يقلل أيضا من أهمية مبادرات الطرف الآخر إذا لم تتطابق مع توقعاته.
ولفت إلى أنه من السلوكيات المتوقعة ممن لديه حالة العقل هذه رفض التغيير، ويرى أن الطرف الآخر هو من يجب أن يتغير، ويشرط القيام بأي تغيير بالطرف الآخر.
التأثير السلبي على العلاقة الزوجية
أكد الراشد أنه على الأزواج أن يتعرفوا على حالات العقل لديهم، وتأثيرها السلبي على علاقتهم الزوجية، ويبذلوا جهدهم لتحسين حالات العقل لديهم، والتمرين على حالات عقل إيجابية مثل الحكمة، المرونة، الانفتاح على الخبرة، وإعطاء معنى للعلاقة الزوجية، وتوفير بيئة معرفية وعاطفية ناضجة وواعية، لتحقيق التوافق والرضا الزواجي.
كما بين أن عالم النفس جوزيف وهارينجتون، (جوهاري) أطلق تقنية عليها نافذة جوهاري، وهي تقنية نطل بها على الوعي الذاتي، لذلك تستخدم في مساعدة الناس على فهم علاقتهم مع أنفسهم، ومع الآخرين بصورة أفضل.
واستطرد إلى أنها تجعل التواصل الإنساني في درجة أعلى من الفهم والتفهم، وذلك لأنها تضيء مناطق أو مساحات في النفس البشرية تعيق تواصلنا الإنساني.
وأشار إلى أن هذه النافذة تستخدم في مجالات كثيرة من مجالات الحياة، وربما يتخلف توظيفها في العلاقة الزوجية عن توظيفها في مجال الأعمال وغيرها.