غيَّب الموت عددًا من الشخصيات البارزة التي عملت بإخلاص واجتهاد وتفانٍ بدار اليوم «يرحمهم الله»، أذكر منهم الشيخ حمد المبارك، وهو المؤسِّس المؤثر في الدار، وعلى يديه تم إنشاء مبنى الدار الحالي الذي أُضيف كمعلم من أهم معالم المنطقة، ولنزاهته وصدقه وصراحته وحسن تعامله، اختير رئيس مجلس إدارة للعديد من الشركات والمؤسسات الكبرى بالمنطقة، إضافة إلى رئاسته مجلس إدارة «اليوم»، أما الشخصية الثانية فإنها تتمثل في صالح الحميدان الذي تمكَّن، بمهارة وإتقان، من تنفيذ كافة الخطوات التطويرية التي رسمها الشيخ المبارك، وكان يتمتع بخبراتٍ إداريةٍ مكتسبةٍ من عدة جهات، آخرها غرفة الشرقية قبل اختياره مديرًا عامًّا للدار، والشخصية الثالثة تتمثل في محمد الوعيل أحد رؤساء تحرير «اليوم»، وقد تعلَّمنا الكثير من مدرسته الصحفية، وخبراته المتراكمة، وكان يتمتع بحِسِّ صحفي نادر، وذكاء نافذ، تمكَّن معهما من إدارة جهاز التحرير بمهارة عالية.
والشخصية الرابعة تمثلت في الشاعر المُبدع علي الدميني، ويُعدُّ من أساطين الأدب السعودي الحديث، وقد أثرى المكتبة العربية بمصنفات رائعة، وقد تأثر المقرَّبون من مجالسه بآرائه النقدية الصائبة، ومواقفه السديدة، إزاء سلسلة من القضايا الثقافية المطروحة على الساحة، أما الشخصية الخامسة فقد تجلَّت في عبدالعزيز المشري، حيث تكالبت عليه عدة أمراض في أيامه الأخيرة فتحمَّلها بصبر واحتساب، وكان من كُتَّاب القصة البارزين بالمملكة، وأحد مشاهير الفن التشكيلي، حيث ربط توجّهاته التشكيلية بأبطال أقاصيصه القصيرة، والشخصية السادسة والأخيرة تمثلت في عتيق الخماس، الذي فارق هذه الحياة الفانية، وانتقل إلى جوار ربه قبل أيام معدودة، وكان نائبًا لرئيس تحرير «اليوم»، وقد عُرف الرجل بدماثة أخلاقه، وحسن تعامله مع زملائه، وقدرته الفائقة على إدارة جهاز التحرير بكفاءةٍ واقتدار، لاسيما في ظل فترات صدور الجريدة دون وجود رؤساء تحرير مكلَّفين وقتذاك، فكان خير مالئ لتلك الفراغات وخير مَن يمثلها.
[email protected]