بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتفاوض بشأن أوكرانيا، وجه وزير الخارجية سيرجي لافروف هجوما قاسيا قائلا إن كييف والغرب يسعيان لتدمير بلاده وإن على أوكرانيا تلبية مطالب موسكو وإلا فسيفرضهاالجيش الروسي.
ورفضت كييف وحلفاؤها الغربيون عرض بوتين عقد محادثات في ظل قصف القوات الروسية للمدن الأوكرانية بالصواريخ والقذائف واستمرار موسكو في مطالبة كييف بالاعتراف باحتلالها خُمس البلاد.
وقال لافروف، في وقت متأخر أمس الإثنين، بحسب وكالة "تاس" الرسمية للأنباء: "يعلم العدو مقترحاتنا لنزع السلاح والقضاء على النازية في الأراضي التي يسيطر عليها النظام وإزالة التهديدات النابعة من هناك لأمن روسيا، بما في ذلك أراضينا الجديدة".
وبدأ بوتين غزو أوكرانيا في 24 فبراير، فيما وصفه بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى "القضاء على النازية" في أوكرانيا ونزع سلاحها قائلا إنهما يشكلان تهديدا لروسيا.
انتكاسات محرجة في ساحة المعركة
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات واسعة النطاق على روسيا لتحركها العسكري في الأراضي الأوكرانية، وأرسلت مليارات الدولارات لمساعدة الحكومة الأوكرانية.
وفي أثناء زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا قيمتها 1.85 مليار دولار، بما في ذلك نقل منظومة الدفاع الجوي باتريوت، مما أثار غضب موسكو.
وقال لافروف "ليس سرا أن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها بحلف شمال الأطلسي هو هزيمة روسيا في ميدان المعركة كوسيلة لإضعاف بلدنا بدرجة كبيرة أو حتى تدميرها".
وأعاد لافروف التأكيد على أن روسيا والولايات المتحدة لا يمكن أن تحظيا بعلاقات طبيعية وألقى باللوم في ذلك على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وفي الوقت الذي كانت موسكو تخطط فيه لشن عملية عسكرية سريعة للسيطرة على جارتها أوكرانيا، دخلت الحرب شهرها الحادي عشر ولم تجن روسيا من ورائها سوى سلسلة من الانتكاسات المحرجة في ساحة المعركة.
وفي أحدث هجوم بهدف فتح ثغرات في الدفاعات الجوية الروسي، اخترقت طائرة مسيرة يُعتقد أنها أوكرانية المجال الجوي الروسي، أمس الإثنين، متوغلة بداخله لمئات الكيلومترات، مما تسبب في انفجار مميت بإحدى القواعد الرئيسية التي تطلق منها روسيا قذائفها على أوكرانيا.
معارك ضارية
تخوض القوات الروسية منذ أشهر معارك ضارية في شرق أوكرانيا وجنوبها للدفاع عن الأراضي التي أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر، والتي تشكل منطقة دونباس الصناعية الأوكرانية مترامية الأطراف.
واليوم الثلاثاء، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن قواتها صدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هجمات روسية استهدفت تجمعين سكنيين بمنطقة لوجانسك وست تجمعات أخرى بمنطقة دونيتسك.
ووصف زيلينسكي في رسالته المصورة الليلية أمس الوضع على طول خط المواجهة في دونباس بأنه "صعب ومؤلم".
وقال المحلل العسكري المقيم في كييف أوليه جدانوف إن المناطق المرتفعة بالقرب من كريمينا في منطقة لوجانسك تشهد قتالا عنيفا.
وأضاف أن قتالا اندلع على طول خط باخموت وأفدييفكا، وهو خط تماس يقع جنوب دونيتسك، بعد أن هدأت حدة الاشتباكات في الأيام السابقة.
وقال جدانوف في رسالة مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي "دائرة النار في منطقة دونيتسك مستمرة في الاشتعال".
من ناحية أخرى، قال زيلينسكي إن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تسببت في انقطاع الكهرباء عن تسعة ملايين أوكراني، وهو ما يمثل نحو ربع سكان أوكرانيا.
وقال سيرجي كوفالينكو رئيس شركة ياسنو التي تزود كييف بالكهرباء في وقت متأخر أمس الإثنين إن انقطاع التيار الكهربائي سيستمر على الرغم من تحسن أوضاع الطاقة في المدينة.
وقال كوفالينكو في منشور على فيس بوك "سيستمر قطع الكهرباء الطارئ أثناء إجراء الإصلاحات".
المجال الجوي الروسي
أعلنت موسكو أمس الإثنين إسقاط طائرة مسيرة يُعتقد أنها أوكرانية مما أدى لارتطام حطامها بقاعدة إنجلز الجوية وأسفر عن مقتل 3 عسكريين.
ولم تعلق أوكرانيا على الحادث، جريا على عادتها في عدم التعليق على الحوادث التي تقع داخل روسيا.
وتعرضت القاعدة نفسها لهجوم ما يشتبه أنها طائرة مسيرة أخرى في الخامس من الشهر الجاري.
وتقع قاعدة إنجلز الروسية، الساحة الرئيسية للقاذفات التي تقول أوكرانيا إن روسيا تستخدمها لمهاجمة البنية التحتية المدنية الأوكرانية، على بعد مئات الكيلومترات من الحدود الأوكرانية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن أيا من طائراتها لم يتضرر جراء هذا الهجوم، لكن حسابات روسية وأوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت أن الهجوم أسفر عن تدمير عدة طائرات.