@f_lialy
عندما يقال: "لا تقم بقيادة سيارتك إلا وأنت صافي الذهن"، فذلك لأنَّ ما تتطلبه عملية قيادة المركبة، إضافة إلى قيمة الوعي والأخلاق وحسن التصرف، يأتي الشعور التّام بالاستقرار النفسي والذهني كمتطلب أساسي لكلّ قائد مركبة.
وعندما يكون شعور السائق بظروف الأمان والسلامة أمرًا يأخذ أعلى درجات الثقافة المرورية، تتراجع نِسَب الحوادث المرورية، لكنّ الواقع يكشف عن حوادث كثيرة إمَّا بسبب تهور بعض السائقين، أو نتيجة حوادث عارضة نتيجة أعطال للسيارات أو لعدم جودة لطريق هنا أو عدم مراعاة الصيانة الدورية لطريق هناك، بالإضافة لظروف الجو وما يرتبط بذلك من عواصف وأمطار وسيول، وقى الله الجميع من كلّ سوء.
مجملًا، تأتي أهمية التأمين على المركبات ومستخدميها، كواحدة من أعلى درجات الوقاية، وتخفيف أعباء أغلب الأضرار المحتملة، مع الالتفات إلى درجات تصنيف الحادث من جهة حجم الخطر؛ حيث قد تتراوح بين الحادث البسيط أو المتوسط أو ما يفوق ذلك.
ولأنّ عقد التأمين يحقق حالة من الإجراءات الضامنة التي تسهل ترتيب التعويضات المالية بين أطراف كل حادث مروري، حسب نسبة الخطأ الصادرة من كل سائق، صار ذلك مقتضى أساسيًّا ضمن اشتراطات قيادة المركبات في كل نظام مروري رصين.
وفي الوقت الذي يؤكد النظام المروري على أن تقوم شركات التأمين بدورها المشير إلى تعويض السائق المؤمّن بمركبة أو بدل إيجار مركبة في حال تطلبت صيانة سيارته وقتًا يضع السائق في حرج عدم وجود مركبة بديلة، فإنّ الملاحظ زيادة نسبة شكاوى السائقين في هذا الشأن، تجاه بعض شركات التأمين.
ولا يغيب عن أحدٍ أنه لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع مطرد لأسعار تأمين المركبات، ورغم إيضاح بعض الأسباب والتبريرات، إلا أنها لم تنل قبولًا واستيعابًا لدى نسبة عالية اجتماعيًّا؛ إذ بدت لهم جميع التبريرات والتفسيرات لهذا الارتفاع المبالَغ به غير مقبولة.
ومن جهة شركات التأمين، أوردت قناة العربية إجابة المتحدث الإعلامي لشركات التأمين في السوق السعودي عادل العيسى، بأنَّ ارتفاع أسعار التأمين جاء بسبب ارتفاع نسبة الحوادث، وكذلك أسعار قطع الغيار، وأنَّ ارتفاع التأمين سببه أن شركات التأمين خسرت ماليًّا بشكل متصاعد خلال الفترة الماضية؛ ممّا دعاها لتعويض تلك الخيارات برفع سعر التأمين.
وبين مطرقة ارتفاع أسعار تأمين المركبات وسندان تمسّك شركات التأمين بإجراءات رفع الأسعار، يتساءل أغلب السائقين عن حلول عملية ترفع عنهم حرج هذه الارتفاعات الصادمة، فهل ثمّة طريق سريع إلى ذلك؟ّ