* بناء توربينات عائمة الحل الأمثل لتحديات لوجيستية عديدة أمام انتشار الطاقة النظيفة
تعد طاقة الرياح واحدة من أسرع مصادر الطاقة المتجددة نموًا في العالم، وقريبًا قد يتسع انتشارها أكثر، وفق ما ذكرت منصة إم آي تي تكنولوجي ريفيو، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
ومؤخراً عقدت كاليفورنيا مزادًا لخمسة مواقع قبالة سواحلها يمكن أن تضم أول توربينات رياح عائمة في الولايات المتحدة. وتغطي مواقع المزادات مجتمعة 370 ألف فدان بيعت بمبلغ إجمالي قدره 757 مليون دولار لـ5 شركات.
ويوجد عدد قليل من المشاريع حول العالم لتوربينات الرياح البحرية العائمة، لكن التكنولوجيا تدخل مرحلة جديدة، حيث تضع المزيد من الحكومات أهدافًا لعمل مشاريع أكبر. ويمكن أن تكون كاليفورنيا الأمريكية اختبار رئيسية لهذه التكنولوجيا.
تحديات كبيرة
تواجه توربينات الرياح العائمة تحديات هندسية وبيروقراطية ولوجستية، ولكن إذا تم التوسع بها على نطاق واسع، يمكن أن تكون هذه التكنولوجيا مصدر طاقة رئيسي للمجتمعات الساحلية.
حول ذلك، قالت آلا وينشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة "تريدنت ويندز"، وإحدى المهتمات بالدفع نحو تحقيق استخدام أكبر لطاقة الرياح العائمة: "المحيط به طاقة كبيرة نحن بحاجة إليها، والأمر مرهون بقدرتنا على الاستفادة منها".
اعتبرت وينشتاين، طاقة الرياح فرصة كبيرة لا ينبغي تفويتها، ذاكرة إن إحدى الفوائد الرئيسية لطاقة الرياح البحرية، أن بمقدورها توفير طاقة أكثر اتساقًا من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
فرصة واعدة
وبشكل عام، فإن حجم التأثير البحري في سرعة الرياح، أقل مما هي عليه على اليابسة، فلا تتوقف طاقة الرياح تمامًا في الليل كما هو الحال بالنسبة للطاقة الشمسية، وهذه الميزة هي المفتاح لبناء شبكة كهرباء مدعومة بمصادر الطاقة المتجددة.
وتنتشر مشاريع طاقة الرياح البحرية الكبيرة، على سواحل المملكة المتحدة والصين وألمانيا. ولكن ليس كل مكان مناسبًا لبناء مزارع الرياح هذه، ففي ولاية كاليفورنيا، ينخفض الجرف القاري بشكل حاد بالقرب من الساحل، ويبلغ عمق المياه أكثر من 1000 متر على بعد عشرات من الأميال من الشاطئ، ما يستبعد إمكانية إنشاء مشروعات لطاقة الرياح التقليدية، وهي عملية تتطلب الوصول إلى أعماق تصل إلى حوالي 60 مترًا.
توربينات عائمة
والحل، كما تراه وينشتاين، هو بناء توربينات عائمة. وقالت إن طاقة الرياح البحرية تستمر في النمو، حيث تقوم شركات النفط والغاز بالتوجه نحو إنشاء منصات في البحر بدلًا من البر في شكل منشآت عائمة.
شاركت وينشتاين في بعض المشاريع الأولى في العالم لطاقة الرياح العائمة، بما في ذلك تركيب مشروع طاقة رياح بقدرة 50 ميجاواط في اسكتلندا.
وفي المجموع، تم عمل مشروعات تبلغ قدرتها الكلية حوالي 125 ميجاواط على مستوى العالم، وهناك مشروعات بقدرة 125 ميجاواط أخرى قيد الإنشاء.
كما أن هناك أكثر من 60 جيجاواط من مشاريع طاقة الرياح البحرية في أنحاء العالم في مراحل التخطيط، في كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة وأستراليا والبرازيل من بين الدول الأولى في السعة المخطط لها.