من منا يستطيع تخيل يومه بدون ذكاء اصطناعي، فمثلا لن تستطيع فتح هاتفك لأنه لن يتعرف على وجهك، أو لن تستخدم خاصية المساعد الصوتي الرقمي مثل "سيري" أو "أوك جوجل" أو "أليكسا"، أو وسائل المساعدة في القيادة مثل "واز" أو خرائط "جوجل" لمعرفة المسار لمكان ما ووصولاً إلى تحديثات الحركة المرورية بالمناطق المختلفة.
وحتى إذا استطعت أن تمضي يومك بدون هذه التكنولجيا، فإن هذا الأمر يختلف تمامًا في بيئة الأعمال، حيث أظهرت دراسة حديثة أن 87٪ من صناع القرار في مجال الأعمال يحققون النجاحات المختلفة بالاستفادة من برامج تعلم الآلة الموجودة بالفعل، وأشار 59٪ من صانعي القرار إلى ميزة توفير الوقت، في حين أشار 54٪ منهم إلى توفير التكاليف، بينما يعتقد 42٪ منهم أن تعلم الآلة من شأنه تمكين الموظفين من التركيز على الابتكار بدلاً من الاستغراق في المهام اليدوية.
الذكاء الاصطناعي والاقتصاد العالمي
وقال زايد أبو الحاج، نائب الرئيس الإقليمي للمملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، كلاوديرا، إن عمليات تحليل آراء العملاء والصيانة التنبؤية وأنظمة الطيار الآلي للمركبات والكشف عن عمليات الاحتيال وأنظمة الدردشة الآلية لتقديم الخدمات، كل هذه أمثلة لتعلم الآله موجود بالفعل وتستفيد منها العديد من الشركان عن طريق دقه النتائج، وانخفاض التكلفة مقارنة بتوظيف العديد من الموظفين للحصول على نفس النتائج، إضافة إلى السرعة في العمل.
وأضاف أنه بحلول عام 2030 قد يساهم الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي الحالي للصين والهند سويًا، ومن المتوقع أن ينقسم هذا الرقم الضخم إلى 6.6 تريليون دولار من ارتفاع الإنتاجية، في حين من المرجح أن تأتي 9.1 تريليون دولار من مكاسب المستهلكين.
12.4% من الناتج المحلى الإجمالي السعودي
وبالنسبة لمكانة المملكة في السوق، فأكد زايد أبو الحاج، أن المملكة العربية السعودية تحقق أعلى مكاسب في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 135.2 مليار دولار في الاقتصاد بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقًا للإستراتيجية الوطنية السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، تعتزم المملكة تطوير قوتها العاملة، وذلك بتبني تعليم الكوادر الفنية وخلق مخزون من المواهب يضم 20 ألف خبير في الذكاء الاصطناعي والبيانات.
تحديات كثيرة
ولفت إلى أنه على الرغم من هذه الأرقام الإيجابية، إلا أن اختلاف التقنيات المستخدمة وكذلك صعوبة الوصول إلى القوى العاملة المؤهلة، مازالا أهم عنصران حاسمان في تمكين عملية تبني الذكاء الاصطناعي وتطويره، إضافة إلى أن القلق من الجانب الأخلاقي للذكاء الاصطناعي مازال مصدر قلق متزايد للشركات في الآونة الأخيرة. تتطلب عملية التقدّم في تطوير أساليب تعلّم الآلة والتعلّم العميق واستخدامهما المزيد من الحذر، حفاظًا على الأخلاقيات المتضمنة في الأنظمة القائمة على القواعد المسبقة.