قالت مجلة «بوليتيكو» إن أوكرانيا تمثّل نقطة تحوّل في الحرب الإلكترونية، موضّحة أن الدور المتنامي لهذه الجبهة الجديدة في الصراع المستمر يمكن أن يغيّر قواعد اللعبة، ويمثل نظامًا عالميًا جديدًا.
وبحسب مقال لـ«كريستينا فانبرغن»، الخبيرة في المفوضية الأوروبية، تعتمد معظم الحروب على الارتباك، وبالمثل، رافق الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا هجمات خلقت حالة من الارتباك السيبراني في جميع أنحاء العالم، إذ ينشر الكرملين تكتيكات الحرب الإلكترونية من خلال وضع كل من الحكومة والجهات الفاعلة الخاصة لتحقيق أهدافه.
أهداف متعددة
وأضافت المجلة: تخدم الهجمات الإلكترونية والعمليات الإلكترونية، التي تقوم بها موسكو أهدافًا متعددة مثل إتلاف البنية التحتية وتفكيك برامج الحكومة، وتنفيذ عمليات تجسس وهجمات مدمرة تستهدف الأفراد في كل من أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم.
ومضت تقول: يشير تقرير حديث إلى أن 90% من الهجمات الروسية، التي اكتشفت خلال العام الماضي استهدفت الدول الأعضاء في الناتو، بينما استهدفت 48% من هذه الهجمات شركات تكنولوجيا المعلومات الموجودة في الدول الأعضاء.
ارتفاع هجمات #القرصنة الإلكترونية منذ اندلاع الحرب بأوكرانيا https://t.co/XQCk3lSO9O
#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) September 2, 2022
أسئلة جديدة
ولفتت المجلة إلى أن طريقة شن الحرب بهذه الطريقة تثير أسئلة جديدة: في أي نقطة يصبح الهجوم السيبراني جوهريًا بما يكفي لتمثيل إعلان الحرب ؟ وتحت أي ظروف يمكن أن يشكل الهجوم الإلكتروني على أحد أعضاء الناتو عملًا من أعمال الحرب ومبررًا للدفاع الجماعي ؟ وماذا يجب أن نفهم من إحجام الناتو عن مناقشة دوره في الدفاع الإلكتروني ؟
وتابعت: مع استمرار الحرب، يمكننا أن نتوقع أن تستمر الدولة الروسية والمتسللون في إطلاق عمليات إلكترونية لشل أولئك، الذين يعارضونها وتعطيل البنية التحتية للطاقة والنقل والبنية التحتية الرقمية في أوكرانيا، ستكون الحرب الإلكترونية سلاحًا متزايد الأهمية في غياب حل للصراع، ولا يوجد حاليًا حل تقليدي في متناول اليد.
تغذية الارتباك
واستطردت المجلة: على هذا النحو، على الرغم من أن انتصار روسيا يبدو مستحيلًا عمليًا، فلا يوجد ما يشير إلى أن هذا الصراع سينتهي، والموقف الوحيد الذي يمكن أن يتخذه الغرب هو الاستمرار في دعم أوكرانيا بمزيد من المساعدات العسكرية وتمويل إعادة الإعمار، بينما تواصل روسيا تغذية الارتباك.
ولفتت إلى أن الارتباك هو أداة وتكتيك حرب جُربت جيدًا، وتمثل الحرب الإلكترونية الحدود الجديدة في هذا المجال.
مجال جديد للناتو
وتابعت المجلة: تخاطر الحرب الإلكترونية بأن تصبح قريبًا مجالًا شرعيًا لعمليات الناتو، يمكن مقارنته بالمسارح التقليدية وأساليب شن الحرب البرية والبحرية والجوية والفضائية.
ونوهت بأن دورها المتنامي في حرب أوكرانيا يقترب من النقطة، التي قد تبرر قريبًا إطلاق الحلف التزامه بالمادة 5 من المعاهدة بالدفاع الجماعي، الذي من شأنه أن يغير قواعد اللعبة.