أيام قليلة تفصلنا عن العام الميلادي الجديد 2023م وبهذه المناسبة أتمنى أطيب الأمنيات للجميع بأن يكون عام خير وسلام على العالم. اعتاد البعض في مثل هذه الأيام طرح سؤال على نفسه أحيانًا: ماذا عليّ أن أنجز في هذا العام، وكيف أستعد لذلك، وما هي خُطاي التي سأتبعها لأحقق ما أرسمه من أهداف. هذا السؤال لا يشغل بال الكثيرين، فهناك مَن لا يفكر في تلمّس منجز جديد في حياته، سواء ماديا أو معنويا، ويترك الأمور تسير كيفما اتفق وإن خطط لشيء فربما يكون تخطيطا قصير الأجل، وبهدف الخروج من أزمة، أو مأزق. وفي المقابل هناك من يضعون أهدافا، يأملون بتحقيقها خلال الثلاثمائة والخمسة والستين يوما القادمة، هكذا اعتادوا، والبعض منهم يحقق جزءا من الأهداف التي اختارها من بين عدة أهداف ووضع لها أسلوبا أو آلية لتحقيقها وانتهت السنة، أو السنوات وقد حقق ما تيسر له منها قد يكون الربع، أو النصف، أو أقل أو أكثر المهم أنه لم يفوّت العام بدون خطة وبدون إنجازات. هذا الأسلوب يحفز الناس أو كثيرا منهم على تذوق طعم مختلف للنجاح وللإنجاز لأنه ببساطة يرى ويتلمس ثمرة الخطة ويهنئ نفسه على رسم الآلية التي نفذ بها تلك الخطة، ويسعد بلا شك بالتغيرات التي كانت ضرورية وساهمت في وصوله ولو في الحدود الدنيا إلى أهدافه. نحن في المنطقة العربية نقول عن أنفسنا إننا شعوب لا تخطط بشكل سنوي لمشاريعنا الحياتية ويعتقد البعض أن الأمم الأخرى ربما جزء من تفوقها وتقدمها المادي يكمن في التخطيط، ولكن قد يدهش البعض عندما نعرف أن نسبة الناس في هذا العالم الذين يخططون لحياتهم وللسنوات الجديدة في أعمارهم لا يتجاوز الخمسة في المائة! أيا كانت هذه النسبة صادمة وغير متوقعة فمن الضروري التذكير بأن التخطيط أحد الأمور التي تجلب النجاح وتبعث على الارتياح بعد توفيق الله تعالى، وهذه المناسبة فرصة لمن لم يخططوا من قبل أن يجربوا بوضع خطط بسيطة وبأهداف ممكنة التحقيق والتجريب في السعي لتحقيقها، وبالنسبة لمن خططوا وفشلوا في مرات سابقة هي دعوة لهم لتكرار المحاولة، من يدري قد يكون النجاح حليفهم، كل الأمنيات بعام سعيد مليء بالتخطيط الجيد والمثمر.
@salemalyami