بعد حياة صاخبة امتدت لاثنين وثمانين عامًا، ألهب خلالها الملاعب بقدميه الساحرتين ومهارته، التي توجته ملكًا على عرش كرة القدم البرازيلية والعالمية، رحل بيليه أمس عن عالمنا في هدوء، بعد معاناة مع مرض السرطان الذي أصيب به العام الماضي، وظل يحاربه حتى تمكن الأخير منه.
وخلال تلك السنة، التي قضاها بيليه يراوغ مرضه، مر بعدد من الأحداث المهمة في حياته، التي رجا منها تحقق أمنيتين له، قضى الموت على إحداهما ولم يكتب القدر له رؤية الأخرى.
فما هما أمنيتا بيليه الأخيرتان؟
أمل في الحياة.. الموت يمنعه من تحقيقه
قبل 9 أسابيع من الآن، وقبل أن تبدأ حالة بيليه الصحية في التدهور، كان يحتفل بعيد ميلاده الـ82، الذي شارك بمناسبته مقطع فيديو مصور عبر حسابه الرسمي على منصة إنستجرام.
الفيديو ظهر خلاله النجم البرازيلي بوجه منتفخ يدل على مرضه، مهنئًا نفسه بالوصول لذك العمر، وشاكرًا الله على منحه تلك الهبة، كما وجه التحية لجمهوره، الذين أحبوه وعبروا عن ذلك بما وصل إليه من تهنئة أشعرته بمكانته في قلوب عشاقه ومحبي كرة القدم.
أيضًا عبر بيليه عن أمله في البقاء على قيد الحياة مدة أطول، قائلًا: إن الوصول لعمري هذا هو هدية من الله وآمل أن يطول بي العمر أكثر من ذلك، وإن قدر الله رحيلي عند هذه السن، فذلك جيد أيضًا، على كل حال أنا ممتن لحياتي التي عشتها وكل ما مررت به أو امتلكته خلال ما قضيته من وقت على وجه الدنيا.
كأس العالم.. أمنية لم تتحقق
كان يتمنى بيليه قبل رحيله أن يشاهد تتويج منتخب بلاده بكأس العالم، تلك البطولة الأهم في كرة القدم، التي لا تأتي إلا كل أربع سنوات.
وعبر بيليه عن أمله في فوز المنتخب البرازيلي بالبطولة المنعقدة في قطر هذا العام قبل أن تبدأ، وفي منشور له شاركه عبر حسابه على إنستجرام تضمن صورة له وهو يلبس زي منتخب بلاده قال: آخر مرة ارتديت قميص البرازيل كانت عليه 3 نجوم، هي الآن خمسة، وأتمنى أن أرى النجمة السادسة هذا العام.
في إشارة إلى رغبته في فوز بلاده بالكأس، إذ إن كل مرة يفوز منتخب بالبطولة الدولية يضاف على قميصه نجمة تدل على عدد مرات تتويجه، والخمسة التي هي الآن موجودة على قمصان لاعبي البرازيل شارك بيليه وحده في اقتناص 3 منها.
لكن القدر لم يكتب لبيليه رؤية أمنيته تلك تتحقق، بعد خروج البرازيل من البطولة هذا العام، فرحل دون أن يرى النجمة السادسة.
رحيل بيليه بعد صراع مع المرض
عانى بيليه قبل رحيله عن دنيانا سرطان القولون، الذي تمكن منه في أواخر أيامه، محدثًا في جسده إصابات عدة أدت لتوقف أعضاؤه الداخلية عن العمل.
وقبل نحو عام من الآن في سبتمبر 2021 أجرى النجم البرازيلي عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث من قولونه بحسب ما ينقله موقع "يورونيو" ، قبل أن يبدأ رحلته العلاجية بالكيماوي للتخلص من آثاره مع نهاية العام ذاته.
وخلال 2022 دخل بيليه المستشفى أكثر من مرة بسبب مضاعفات العلاج المضاد للسرطان، الذي بالفعل أضعف مناعته وجعله عرضة لعدد من الأمراض منها الالتهاب الرئوي، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" احتجز بيليه بمستشفى ألبرت أينشتاين بساو باولو في 29 من نوفمبر الماضي، إذ قضى هناك آخر شهر له في حياته متألمًا في صمت ومفارقًا الحياة كبطل، كما عاشها رمزًا أسطوريًا لكرة القدم البرازيلية والعالمية.
