أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن الكنائس أصبحت أدوات في الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب تقرير للصحيفة، قمع المسؤولون الأوكرانيون أحد أفرع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الذي يصفونه بأنه قوة تخريبية تنفذ أوامر الكرملين.
محاكمة
وتابع التقرير: مع اندلاع الحرب، قام أندريه بافلينكو، رئيس دير الكنيسة الأرثوذكسية في شرق أوكرانيا، بزيارة مستشفى للصلاة مع الجنود الجرحى.
وأضاف: لكن في الواقع، وفقًا لسجلات المحكمة، كان بافلينكو يعمل بنشاط لقتل الجنود الأوكرانيين والنشطاء الأوكرانيين، بما في ذلك كاهن من كنيسة أرثوذكسية منافسة في مدينته سيفيرودونيتسك.
وأردف: كتب بافلينكو إلى ضابط روسي في "مارس"، بينما كان الجيش الروسي يستعد لغزو سيفيرودونيتسك والمناطق المحيطة بها بالمدفعية، معلومات حول القوات الأوكرانية، مشيرًا إلى وجود نحو 500 فرد لديهم مدافع هاون و5 ناقلات جند مدرعة و3 دبابات.
وأضاف التقرير: وفقًا للأدلة التي قدمت في محاكمته أمام محكمة أوكرانية، التي تُظهر أنه أرسل قوائم إلى الجيش الروسي بالناس، التي يجب تقريبها بمجرد احتلال المدينة، كتب بافلينكو عن الكاهن المنافس إنه يحتاج إلى القتل.
وأوضح أن بافلينكو أدين كجاسوس هذا الشهر ثم تبادل مع روسيا في صفقة للأسرى.
تهديد تخريبي
ومضى التقرير يقول: لم يكن بافلينكو حالة فردية، في الشهر الماضي، ألقت السلطات القبض على أكثر من 30 من رجال الدين والراهبات من الذراع الأوكرانية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية أو حددتهم علنًا كمشتبه بهم.
وتابع: بالنسبة لأجهزة الأمن الأوكرانية، تشكل الكنيسة المتحالفة مع روسيا، وهي إحدى الكنائس الأرثوذكسية الكبرى في البلاد، تهديدًا تخريبيًا فريدًا، وهي مؤسسة وليست حاضنة للمشاعر المؤيدة لروسيا فحسب، بل يتسلل إليها أيضًا القساوسة والرهبان والراهبات، الذين ساعدوا روسيا في الحرب.
مراسم وقوانين
ولفت التقرير إلى أن الشهور الأخيرة شهدت تتابعًا سريعًا لعمليات البحث في الكنائس والأديرة، والمراسيم والقوانين، التي تقيد نشاط الكنيسة المتحالفة مع روسيا، التي يطلق عليها بشكل مربك اسم الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو.
وأردف: يوم الثلاثاء الماضي، أيدت المحكمة العليا في أوكرانيا قانون عام 2018، الذي يتطلب تسمية حقيقية للمنظمات الدينية إذا كانت تابعة لدولة في حالة حرب مع أوكرانيا، وهو قانون مصمم لإجبار الكنيسة على تسمية نفسها بالروسية.
ومضى يقول: طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر من البرلمان حظر أي كنيسة تستجيب لروسيا، على الرغم من عدم تقديم أي تفاصيل بعد، لذلك لا يزال من غير الواضح كيف سيعمل ذلك.
وأردف: تخطط السلطات الأوكرانية لإلغاء عقد إيجار الكنيسة الروسية لداري عبادة في مجمع دير الكهوف في كييف، وهو سراديب قديمة عمرها ألف عام تحتضن مومياوات في الأرثوذكسية السلافية.
حملة قمع أوكرانية
وأشار التقرير إلى أن حملة القمع الأوكرانية على الكنيسة الروسية أثارت صيحات احتجاج من الكنيسة وحكومة موسكو، التي وصفتها بأنها اعتداء على الحرية الدينية.
ونبه التقرير إلى أن زيلينسكي، وهو يهودي، ووكالات إنفاذ القانون الأوكرانية تقول: إن الحملة القمعية لا علاقة لها بالحرية الدينية، التي يجادلون بأنها لا تمتد إلى التجسس أو الفتنة أو التخريب أو الخيانة.
وأضاف: لقرون، كانت الكنائس الأرثوذكسية الأوكرانية تحت سيطرة الكنيسة الروسية، التي تدعم قيادتها في موسكو بإخلاص.