قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية: إن الصين والهند بحاجة إلى تطوير طريقة مؤقتة جديدة للتعايش في المنطقة، لافتة إلى أن الأخيرة اللاعب الرئيس والمهم في صراع النفوذ الصيني الأمريكي.
وبحسب مقال لـ «أتول كومار»، انخرطت كل من الصين والهند في مفاوضات لحل المواجهة الحدودية المستمرة، التي بدأت في أبريل 2020.
وضع غير مستقر
وتابع الكاتب بالقول: أدت هذه الجهود إلى فك الارتباط الجزئي وإنشاء حزام من المناطق العازلة في شرق لاداخ.
وأردف: مع ذلك، فإن الصراع الأخير في القطاع الشرقي يسلط الضوء على الوضع غير المستقر وغير المتوقع على الحدود الصينية الهندية.
وأضاف: يكشف الصدام بشأن جبال اليانجتسي عن خيارات الصين المحدودة لمنع انزلاق الهند نحو المعسكر الغربي في المنافسة الاستراتيجية الصينية الأمريكية المتزايدة.
منطقة متنازع عليها
وقال المقال: تعتبر جبال اليانجتسي في القطاع الشرقي من الحدود الصينية الهندية منطقة متنازع عليها.
ومضى يقول: في عام 2021، اقتحم نحو 250 جنديًا من جيش التحرير الشعبي المنطقة نفسها، لكن الجنود الهنود صدوهم.
وأردف: على مر السنين، طورت الصين بشكل كبير المنطقة الواقعة على جانبها من الحدود، إذ شيدت عدة قرى وبؤر عسكرية في الوادي تعمل كقواعد دعم للتحريض على عمليات الاقتحام.
تخفيف التوترات
الكاتب يواصل بالقول: في 9 ديسمبر، استغل جنود جيش التحرير الشعبي، المسلحين بأسلحة المشاجرة، الضباب الكثيف للتسلل إلى التلال في الساعة 3 صباحًا، وفقًا لتقديرات المخابرات الصينية، توقعت هذه القوات العثور على 50 جنديًا هنديًا فقط في مهمة الحراسة، ومع ذلك، عندما بدأت المشاجرة، وصلت فرق الاستجابة السريعة الهندية، واضطر جنود جيش التحرير الشعبي إلى التراجع إلى قاعدتهم.
وأردف: في 11 ديسمبر، التقى القادة المحليون من كلا الجانبين لمناقشة الحادث، مما ساعد على تخفيف التوترات.
الهند لاعب رئيس
تابع الكاتب: لا يزال من المشكوك فيه ما إذا كان الرئيس شي جين بينج قد أعطى موافقته المسبقة على هذا الحادث. علاوة على ذلك، تخضع قيادة منطقة التبت العسكرية، المسؤولة عن هذا الجزء من الحدود، لسلطة جيش التحرير الشعبي.
ومضى يقول: ترى الصين الهند كلاعب رئيس مستعد للتأثير على المنافسة الاستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة، نظرًا لموقع الهند الجغرافي الفريد، والقوة الوطنية الشاملة، وإمكانات التنمية، فإن موقفها في صراع القوى العظمى هذا أمر حاسم للنتيجة.
China and India will have to develop a new modus vivendi to coexist in the region. https://t.co/iFxTlDziaA— National Interest (@TheNatlInterest) December 30, 2022
دور الدبلوماسية
أضاف الكاتب: يقود كل من الهند والصين سياسيون متمرسون يتمتعون بسلطة هائلة في دولها. ومع ذلك، فإنهم يرون النزاع الحدودي بشكل مختلف، قبل صعود شي إلى السلطة، كانت المواجهات الحدودية بين الصين والهند أقل حدة، ولم تكن بحاجة إلى تدخلات سياسية رفيعة المستوى لحلها.
وتابع: استخدم الرئيس الصيني الاستفزازات الحدودية كأداة سياسية ودبلوماسية، خلال حكمه حدثت اشتباكات كبيرة على الحدود بشكل منتظم، لكن مع قيام الهند بتوسيع بنيتها التحتية الحدودية وتعزيز جيشها، سيصبح من الصعب بشكل متزايد على الصين تحقيق أي مكاسب عسكرية كبيرة ضد الهند.
واختتم قائلًا: مع ذلك، فإن المفاوضات السياسية والدبلوماسية هي السبيل الوحيد للهروب من هذا المأزق، من غير المرجح أن يؤدي النزاع الحدودي الصيني الهندي إلى حرب كبرى، إذ إن كليهما قوة نووية.
