توقع متعاملون في سوق الذهب أن ترتفع الأسعار في العام الجديد، مشيرين إلى أن السوق أغلق في عام 2022 على زيادة في الأسعار، فيما قالوا إن الأسعار في العام الجديد مرهونة بالعوامل الجيوسياسية وأسعار الفائدة والنفط.
وأشار محللون إلى أن السوق في عام 2023 ستحركها ردود فعل البنوك المركزية العالمية على التضخم المتصاعد.
وقال خبراء إنه من المتوقع أن ينجح الذهب في تحقيق مكاسب كبيرة خلال عام 2023 بعد حالة من الذهول أصابت المستثمرين في عام 2022 نتيجة حالة الجمود، التي أصابت الأسعار رغم وصول التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا.
سوق الذهب تأثر بكورونا
وقال هاشم الديجاني، بائع في أحد محلات الذهب إن المعدن النفيس شهد خلال العامين الماضيين عدة تحديات، على رأسها جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن السوق في مرحلة التعافي حاليًا، خاصة أن الإغلاق أثر على الإقبال على الشراء، فضلًا عن تأثيره على قلة الأيدي العاملة.
وأضاف الديجاني أن السوق تشهد حالة من التفاؤل في العام الجديد، خاصة أن الذهب أغلق يوم الجمعة الماضية عند مستوى 1820 دولارًا للأوقية، مستبعدًا أن تنخفض الأسعار في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن أسعار الذهب تتأثر بسوق النفط وأسعار الفائدة والعوامل الجيوسياسية، لافتًا إلى أن سوق المعدن النفيس أصبح يتأثر بعد الجائحة بأبسط الظروف والقرارات.
وأوضح أن التنبؤ بالأسعار في العام الجديد مرهون بتلك العوامل، خاصة أن السوق شهدت تقلبات في الفترة الماضية وانخفاضًا في المبيعات.
تفاؤل تجار الذهب بالعام الجديد
وقال أمين المهنى، بائع آخر في أحد محلات الذهب، إن تجار الذهب لديهم تفاؤل بالعام الجديد، فيما يتوقعون أن يشهد عام 2023 زيادة في الطلب على الذهب والمجوهرات، مشيرًا إلى أن ارتفاع التضخم والأسعار أثر على مبيعات الذهب، إذ لم يعد أولوية لدى المستهلكين في الفترة الحالية.
وأضاف المهنى أن سوق الذهب يشهد تعافيًا واضحًا من الجائحة في الفترة الحالية رغم الضبابية، إذ إن نشاط السوق يعود حاليًا لقوته لما قبل الجائحة.
وأنهت أسعار الذهب جلسة الجمعة الماضية مرتفعة، لتسجل أفضل أداء ربع سنوي له منذ يونيو 2020، بفضل توقعات بتباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي.
وانخفض الذهب بنسبة 0.1% فقط في عام 2022 بعد أن دفعت الزيادات المتعاقبة في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي الذهب إلى أدنى مستوى في أكثر من عامين في سبتمبر، لكنه قلص خسائره منذ ذلك الحين.
صعود الذهب في آخر يوم تداول لعام 2022
وفي آخر يوم للتداول في عام 2022، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1824.02 دولار للأوقية، في حين ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.01% عند 1826.2 دولار.
ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة هذا العام مما يقارب الصفر في مارس إلى نطاق بين 4.25% و4.5%، في أشد موجة من موجات رفع أسعار الفائدة منذ الثمانينيات من القرن الماضي، الأمر الذي دفع الذهب للانخفاض من مستوى يكاد يكون قياسيًا فوق 2000 دولار للأوقية في مارس.
كيف تراقب "وزارة التجارة" أسواق الذهب والمعادن الثمينة؟
pic.twitter.com/1VXfipJktI— وزارة التجارة (@MCgovSA) December 15, 2022
ضغوط تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي على الذهب
وقال محللون: «خلال معظم العام، كان الذهب يتعرض لضغوط جراء تشديد مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسته النقدية. ولكن بحلول نهاية العام، شهد بعض التعافي وحصل على شريان حياة بسبب توقعات بأن المجلس قد يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة».
وتزيد المعدلات المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائدًا.
وقال المحللون: «في عام 2023، ستشهد أسعار الذهب الكثير من التقلبات لكنها لن تتحرك أبعد من ذلك بكثير؛ لأنها ستكون عالقة بين الدولار القوي وانخفاض عوائد سندات الخزانة». وبالنسبة للعملات النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة في السوق الفورية 0.4 % إلى 23.97 دولار، واستقر سعر البلاتين عند 1054.86 دولار، ولم يشهد البلاديوم تغيرًا يذكر عند 1814.75 دولار.
ويتجه كل من الفضة والبلاتين نحو ارتفاع سنوي، بينما يتجه البلاديوم نحو انخفاض سنوي 4%.
