قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن الصين تستعد لحرب اقتصادية مع الغرب.
وبحسب مقال لـ"كريستوفر فاسالو"، فإن رد فعل الصين على سقف أسعار النفط الذي فرضته مجموعة السبع على روسيا، يسبق جهودها لهزيمة قيود مماثلة على بكين.
التأمين أداة للعقوبات
أشار كاتب المقال إلى أن الركيزة الأساسية لحد أقصى لسعر النفط الروسي في دول مجموعة السبع، والتي جرى الكشف عنها في أوائل ديسمبر، هو حظرها المشروط للوصول إلى شركات التأمين وإعادة التأمين الغربية التي تعمل على الصعيد العالمي.
وأضاف: يحد سقف السعر من شراء أو بيع النفط الخام الروسي المنقول بحرًا بسعر أعلى من 60 دولارًا للبرميل.
وتابع: حظر التأمين، الذي يحظر على الشركات داخل الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى توفير التأمين وإعادة التأمين لموردي الخام الروسي المباع فوق الحد الأقصى، هو الآلية التي تفرض عتبة 60 دولارًا.
وأردف: يُعد إثبات جدوى حظر التأمين كأداة للعقوبات أكثر أهمية من الناحية الجيواقتصادية من سقف السعر الذي يجرى استخدامه لفرضه.
وسيلة فعالة
ومضى يقول: حتى الآن، أثبت حظر التأمين أنه وسيلة فعالة لفرض الامتثال للحد الأقصى، وحصر فارق الأسعار بين خام الأورال السيبيري الروسي وخام برنت القياسي العالمي في بحر الشمال.
واستطرد: تسيطر الشركات في دول مجموعة السبع على 90% من التأمين البحري وإعادة التأمين.
وأضاف: لا يزال مالكو السفن الصينيون، الذين كانوا يستوردون حصة مرتفعة من الخام الروسي منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، يعتمدون على شركات التأمين الغربية لحماية سفنهم.
قلق صيني
وتابع: في حين أن سقف الأسعار سيساعد الصين على تأمين النفط الروسي بأسعار مواتية على المدى القصير، فإن احتمال فرض حظر غربي على التأمين يستهدف الصين بدلًا من روسيا في مواجهة مستقبلية بشأن تايوان، من المرجح أن يزعج بكين.
وأردف: يبدو أن بعض التحركات التي اتخذتها بكين هذا العام كانت استجابة ظاهرية للاضطراب الذي أحاط بالحرب في أوكرانيا، لكنها تهدف فعليًّا إلى تقليل تعرض بكين لشركات التأمين الغربية بما يعكس مثل هذا القلق.
فوائد متعددة
وأشار الكاتب إلى استخدام صناعة التأمين العالمية، التي يهيمن عليها الغرب، كسلاح لتقييد خطوط إمداد العدو، قد يكشف عن فوائد أخرى أكثر من مجرد فرض حد أقصى للسعر.
ومضى يقول: يمكن أن يساعد حظر التأمين بشكل عملي في فرض حصار كامل على السلع الاستراتيجية في أوقات الأزمات، لينضم بذلك كسلاح إلى مجموعة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي يجب أن تكون بكين مستعدة لتفاديها في مواجهة حول تايوان.
وأردف: طالما شعرت بكين بالقلق إزاء قدرة البحرية الأمريكية على فرض حصار على الواردات المنقولة بحرًا في مضيق ملقا، بما في ذلك 80% من النفط المستورد للصين.
إجراءات صينية مضادة
وتابع: يجب أن تفترض بكين رغبة مجموعة السبع في زيادة حصارها في المستقبل بالقيود المالية مثل حظر التأمين.
وأوضح أنه في ضوء ذلك، بدأت الإجراءات الصينية المضادة في إضعاف فاعلية سلاح التأمين في المستقبل.
وأردف: اتخذت بكين خطوتين هذا العام لتأمين الشحنات المنقولة بحرًا من القمح والطاقة الروسيين، وهما البحث عن تأمين بديل بخلاف مجموعة الدول الصناعية السبع ، والاستحواذ على أسطول ناقلات أكبر.
وأضاف: في حين أن هاتين المناورتين مفيدتان للتهرب من متطلبات الإبلاغ المرتبطة بالعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا، فإنهما تعملان على تعزيز دفاعات بكين بشكل استباقي ضد سلاح التأمين.