نزلت صفقة تعاقد نادي النصر السعودي مع «الساحر» البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، كالصاعقة على القطعان الشعوبية الكارهة للعرب والعروبة، إذ اشتعلت النار في ملابس الشعوبيين، وعاشوا واحدا من أقتم أيامهم سوادا في حيواتهم. بل إن أحد «فروخ» الشعوبية تساءل بمرارة وصدمة عنيفة: ماذا حدث؟.. هل انتهى العالم؟، وآخر دعا على اللاعب «الله يغثك»!. وثالثا وآخرين، اعترفوا بأن ذلك صدمة لهم، وصوروا الأمر على أنه «كارثة». لأن ذلك يجعلهم يعترفون بتفوق السعودية والسعوديين، وهذا، بالنسبة لهم، أشد الألم وأقساه، حتى وإن كانت المناسبة تتعلق بلاعب رياضي وعقد تجاري.
وغضب السعوديون من الردود التي تمثل شتيمة واحتقارا لبلادنا، لكني أرى أن هذا، في سياقه التاريخي، طبيعي وليس جديدا ولا غريبا، فمنذ نحو ألفي عام، والشعوبية المريضة تنفث سمومها كرها للعرب وتاريخهم وبلدانهم وثقافاتهم وأساليب حياتهم. وكأن الشعوبية تعدت كونها كرها عاطفيا وانتقاما من التاريخ، إلى أن تتحد بجينات بشر وتتناسل مع الأجيال. وهي بذلك تصبح أقدم طاعون أيديولوجي في التاريخ البشري، لم يرتفع يوما ولم تمت فيروساته اللعينة.
دعك من ديناصورات الشعوبية التي أفنت أعمارها شتما في السعودية ومواطنيها وقياداتها وتشويه الأمة وشخصياتها التاريخية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، اللافت أن فتيانا صغارا، لا تسمح لهم أعمارهم بتفكير عميق، ولا بمعرفة تميز الصح من الخطأ، ترعوا سموم كره لبلادنا بمناسبة رونالدو. ولا بد أنهم قد رضعوا هذا الحقد من آبائهم وأمهاتهم وديناصورات الضرار في مضاربهم وجوارهم. فالذي نفثه «الفروخ» ليس تفكيرا بقدر ما هو اجترار لما في العقل الباطن من قيوح وتراكمات سوداء تترسب منذ الصغر ومما يدور في المجالس الأسرية. ونشر الفرس والترك هذه الشعوبية الضريرة المريضة في العراق وبلاد الشام وفي بلدان أخرى، وأوقدتها الشعوبية الشيوعية والقومية الشوفونية الصخابة البائسة، واستخدمتها في حروبها السياسية، فتربت عليها أجيال، فتيانا وشبابا وشيبا، وتعيد إنتاجها في كل مناسبة. حتى باتت المعادلة أن أي حدث سعيد في بلاد العرب هو كارثة في بلدان الحزام الشعوبي.
وتر
درعك التاريخ والبيد وأقمار علو ومآذن البيت العتيق..
إذ يصوب المعتدون سهامهم..
قف صلبا كرواسي الشاهقات..
وخض حربك المقدسة، واقرأ أورادك الخالدات..