يرى بعض المتملقين لرافعي شعار إبعاد الدين وتعاليمه عن الحياة العامة أن نجاح هذا التغيير في الأحوال المدنية والشخصية والاجتماعية في بلادنا لا يتم إلا بإطلاق الحرية كاملة على مصراعيها دون ذوق وضوابط وشروط، بمعنى أن الحرية تنحصر فيه وتحجب عن سواه متهجما على الوعاظ الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر المبينين أحكام الله وحدوده.
ولاة أمورنا حفظهم الله ورعاهم أحرص على الشريعة والإنسانية والمواطن ذكرا وأنثى من كل أحد وإعطائه حقوقه كاملة، وعلماؤنا علينا تقديم الشكر لما يبذلون من جهود مضنية في سبيل ما تأمر به السنة الغراء ويصلح للدنيا والآخرة.
مغالطات فاضحة إن كان قائلها قاصدا أو جاهلا بالأحكام ومعرفة من يتصدى لتوضيحها والعمل بها ولكن {ينطبق عليه المثل «خالف تعرف» لأمره بالمنكر ونهيه عن المعروف} الحرية الحقيقية مشروطة:-
1- لها أن تقود سيارتها في الشارع إذا كانت نظامية بشرط لا تعرض أرواح الآخرين للخطر.
2- لها أن تلبس، تتسوق، تتعلم، تجلس، تمارس هواياتها المفضلة في الأماكن التي تحفظ عفتها وكرامتها لا أن تستعرض مفاتنها علنا أينما كانت لأنها حرة في نفسها.
3- يدك أداة تستخدمها لإنهاء حاجاتك ليس لك قطعها لأنها ملكك ولا أن تفقأ عينك برسم الحرية.
4- تستخرج السمك من البحر بتصريح كنت أو هاويا ولكن لا تلوث ماءه أو تغرق عمالك لأنك كفيلهم ولك الحرية فيهم.
5- في بيتك تلبس «تلبسين» ما تشاء وتفعل ما يخص المكان ويناسبه وتقف الحرية في وجهك إذا خرجت للشارع لأنك مشترك فيه مع غيرك.
6- استمتع «استمتعي» بالجلوس على الشاطئ وتنفس هواءه العليل واستمتع بمنظره الجميل أنت حر ما لم تبعثر فضلات أكلك يمينا وشمالا أو تقوم بمضايقة من حولك.
لو أطلقت الحرية الفردية دون قواعد محددة نصبح ونمسي كل له قانونه المستقل دون رادع، وهذا لا يمكن أن تستقيم به الحياة حتى وإن كان المجتمع منحلا خلقا ودينا فكيف به إسلام متكامل؟
حفظ الله قيادتنا الرشيدة وجزاها إحسانا حماة للدين وحفاظا للشرف تأمر بالأخلاق والحشمة وتلزم بإعطاء الحقوق المشروعة لأصحابها، وظيفة خطباء المنابر والعلماء في جميع المناطق «ومنها منطقتنا الشرقية» التنوير والحث على الالتزام بما جاء في القرآن والسنة ودعوة الإسلام، ليس كما يريد أفراد ما حلا لهم وطاب، وعلينا طاعتهم.
الغرب لا يمانع التعري والمثلية وتبادل المنكرات بأنواعها أمام أعين النظار.. أتريد لنا السير على نهجهم وخطاهم باسم الحرية الشخصية؟ إنك فهمت وفسرت خطأ، قرأت من زاوية مظلمة ومقاصد تهدف لما بعدها. اعلم أن دولتنا حافظت على الحقوق كاملة في مقدمتها العفة، بلد من غير نظام مفعل على من يخالفه يتحول إلى غابة. يجب أن نفرق بين الحرية واللعب على وترها لكل حدوده نستنكر على من يعترض تعاليم الدين ويطعن في وعاظه.
ما أنزل من السماء أولى أن يتبع.