تخصيص أكثر من مليارين ونصف المليار ريال بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظه الله»؛ لتطوير وتحديث مشروعات جزيرة دارين وتاروت، تؤكد من جديد اهتمام قيادتنا الرشيدة في وطننا المعطاء «أيَّدها الله»، على استمرارية دعم مختلف الخطوات المؤدية لتنمية المنطقة الشرقية والارتقاء بمشروعاتها الخدمية، فهذا التخصيص السخي يمثل مكسبًا وطنيًّا هامًّا؛ نظير انعكاساته التنموية والاقتصادية والاجتماعية، فالجزيرة كما هو معروف تتمتع بموقع مناسب للتطوير والتحديث على مستوى الوطن من جانب، وتتمتع أيضًا بموقع إستراتيجي حيوي على شواطئ الخليج من جانب آخر، كما أنها من ناحية ثالثة تملك رصيدًا تاريخيًّا يتمثل في آثارها المتنوعة والشهيرة، وهي أيضًا أرض بكر سوف ترتفع أهميتها بإنشاء سلسلة من المشروعات التنموية الكبرى عليها.
ولا شك في أن اختيار هذه الجزيرة يُعدُّ تتويجًا لجهود طويلة من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها إمارة المنطقة الشرقية، وهيئة تطوير المنطقة وأمانة المنطقة وبلدية محافظة القطيف، حيث اجتهدت تلك الجهات مجتمعة لإبراز أهمية هذه الجزيرة، وأهمية موقعها، وأهمية تطويرها، وتمتلك الجزيرة أطول وأعمق الشواطئ المغطاة بأشجار «المنجروف» التي ستتحول «بإذن الله»، وبفضل رعاية القيادة الرشيدة، إلى مشروعات محميات بيئية كبيرة وفريدة من نوعها، كما أن بها موانئ ومرافئ عديدة للصيد كميناء دارين، ومرفأ «الزور»، وفيها من المعالم الأثرية الكثير كقلعة تاروت الشامخة والبلدة القديمة، وما حولها، وموقع «قصر الفيحاني»، ومعلم مطار الرفيعة، وموقع توقيع اتفاقية دارين الشهيرة، إضافة لبعض المدافن الأثرية والمواقع التاريخية، فالجزيرة من هذا المنطلق سوف تشهد استيعابًا لكل التحوُّلات الكبرى التي تمثل في مجملها انطلاقة تنموية تكاملية شاملة.
[email protected]