قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الحرب الروسية على أوكرانيا تفاقم أزمة الغذاء العالمية.
وبحسب تقرير للصحيفة، تحظر موسكو معظم الشحنات من أوكرانيا، أحد أكبر منتجي القمح في العالم، كما أن هجماتها على شبكة الطاقة في البلاد تؤدي أيضًا إلى تعطيل تدفق الغذاء.
ضغط دبلوماسي
ومضى يقول: "تنتظر السفن الضخمة التي تحمل القمح الأوكراني وحبوبًا أخرى على طول مضيق البوسفور في إسطنبول بينما تنتظر عمليات التفتيش قبل الانتقال إلى الموانئ في جميع أنحاء العالم".
وأردف يقول: "انخفض عدد السفن المبحرة عبر هذا المضيق الضيق، الذي يربط موانئ البحر الأسود بمياه أوسع، عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل 10 أشهر وفرضت حصارًا بحريًا".
وأضاف: "تحت الضغط الدبلوماسي، بدأت موسكو في السماح لبعض السفن بالمرور، لكنها استمرت في تقييد معظم الشحنات من أوكرانيا، التي كانت تصدر مع روسيا ربع القمح العالمي قبل الغزو".
انتشار المجاعة
تابع: "في الموانئ الأوكرانية القليلة العاملة، فإن هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية تؤدي بشكل دوري إلى شل محطات الحبوب، حيث يتم تحميل القمح والذرة على السفن.
واستطرد: "أصبحت أزمة الغذاء العالمية المستمرة من أكثر العواقب بعيدة المدى للحرب الروسية، حيث ساهمت في انتشار المجاعة والفقر والوفيات المبكرة".
وأوضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها يكافحون لتقليل الضرر، مضيفا: "يبذل المسؤولون الأمريكيون جهودًا لمساعدة المزارعين الأوكرانيين على إخراج الطعام من بلادهم من خلال شبكات السكك الحديدية والطرق التي تربط أوروبا الشرقية وعلى المراكب التي تسافر عبر نهر الدانوب".
أزمة تزداد سوءا
أردف: "لكن مع حلول فصل الشتاء القارس، وهجمات روسيا على البنية التحتية لأوكرانيا، فإن الأزمة تزداد سوءا".
وتابع: "يتفاقم نقص الغذاء بالفعل بسبب الجفاف في القرن الأفريقي والطقس القاسي بشكل غير عادي في أجزاء أخرى من العالم".
ومضى يقول: "يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 345 مليون شخص يعانون أو معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2019".
آلام شديدة
أشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن نقص الغذاء وارتفاع الأسعار يتسبب في آلام شديدة في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا والأمريكيتين.
واستطرد: "يشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق بشكل خاص بشأن أفغانستان التي دمرتها الحرب. مصر ولبنان ودول أخرى كبيرة مستوردة للغذاء تجد صعوبة في سداد ديونها ونفقات أخرى بسبب ارتفاع التكاليف. حتى في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، أدى ارتفاع التضخم المدفوع جزئياً إلى اضطرابات الحرب إلى حرمان الفقراء من الطعام".
المجاعة الكبرى
ونقل عن سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قولها: "من خلال مهاجمة أوكرانيا، سلة خبز العالم، يهاجم بوتين فقراء العالم، ويزيد الجوع العالمي عندما يكون الناس بالفعل على شفا المجاعة".
وتابع التقرير: "يشبه الأوكرانيون الأحداث بالمجاعة الكبرى، عندما دبر جوزيف ستالين مجاعة في أوكرانيا الخاضعة للحكم السوفيتي قبل 90 عامًا، والتي أودت بحياة الملايين".