عام صعب مر على الاقتصاد العالمي، بعد أن قلبت الحرب الروسية الأوكرانية الموازين، فيما تأثرت العملات المشفرة على مدار العام مع التغيرات التي شهدها الاقتصاد العالمي.
فقبل 12 شهرًا من الآن كانت أسواق العملات المشفرة الأشد زخمًا في العالم، والأكثر تحقيقا للأرباح، إذ كانت قيمتها السوقية تقدر بـ2.2 تريليون دولار، ولكن انقلبت الأحوال رأسا على عقب إذ فقدت أسواق العملات المشفرة جزءا كبيرا من قيمتها السوقية تجاوز التريليون دولار مع خفوت نجم البيتكوين والذي فقد نحو ثلاثة أرباع قيمته، لتصل القيمة السوقية للعملات المشفرة إلى أقل من 800 مليار دولار.
فبعد الزخم الكبير في بداية 2022، تنهي العملات المشفرة العام كواحدة من أخطر الأصول على الإطلاق نظرًا لتقلبها الكبير، حيث أصبح مستقبل الأصول المشفرة على المحك في انتظار ما ستسفر عنه نتائج تحقيقات انهيار "إف.تي.إكس" وخسارة المستثمرين لمليارات الدولارات.
تراجع تاريخي في نوفمبر
تراجع أداء مؤشر "كريبتو انديكس" الذي يقيس أداء أكبر 100 عملة مشفرة بنحو 70% على مدار العام ما يؤشر إلى موجة تراجع جماعية لكل الأصول المشفرة وفي مقدمتها البيتكوين، حيث تراجعت العملات المشفرة من قمة تاريخية بلغت نحو 3 تريليونات دولار في نوفمبر من عام 2021، إلى نحو 810 مليارات دولار.
وخلال 2022، تراجعت عملة بيتكوين بنسبة 76% عن ذروتها البالغة 68،787 دولاراً في نوفمبر 2021، كما خسرت ثاني أكبر العملات المشفرة "إيثريوم" ما يقل قليلاً عن 70% من قيمتها.
خبطات متتالية
شهدت أسواق العملات المشفرة خبطات متتالية، إذ بدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ونظراؤه من البنوك المركزية في كبح جماح السياسات النقدية التيسيرية الهائلة التي تم اتباعها في بداية جائحة فيروس كورونا.
ولكن التأثير الأكبر على سوق العملات المشفرة كان بسبب سقوط شركة "إف.تي.إكس" المملوكة للملياردير الشاب سام بانكمان والذي قبض عليه مؤخرا بتهمة الاحتيال بعد الإعلان عن ضياع مليارات الدولارات من أموال المستثمرين.
ويشير تقرير أمني إلى أن هناك نحو 15 عملية احتيال بمجال العملات المشفرة تحدث كل ساعة ما تسبب في خسائر المستثمرين تقدر بنحو 3.4 مليار دولار منذ مطلع العام وحتى أواخر نوفمبر الماضي.
